أهم الفحوصات الطبية الأساسية للرجال والنساء

الوقاية دائمًا أفضل من العلاج. لا تنتظر حتى تشعر بالمرض — اتخذ نهجًا استباقيًا واهتم بنفسك من خلال الفحوصات الطبية. تمامًا كما تحتاج السيارة إلى صيانة منتظمة لتعمل بسلاسة، يحتاج جسمنا إلى نفس المستوى من الاهتمام. من المحبذ أن تخضع للفحص الطبي مرة واحدة على الأقل سنويًا. ومع ذلك، إذا لم يكن لديك تاريخ طبي شخصي أو عائلي لأية حالات مرضية ولم تكن تعاني من أي أعراض، فإن الفحص كل ثلاث سنوات لا يزال وسيلة جيدة للبقاء على إطلاع على صحة جسمك وأدائه. لا تؤجل — اجعل هذه الفحوصات أولوية لصحتك العامة.

في هذه المدونة، سوف تتعرف على الفحوصات الصحية الأساسية التي يجب ألا تفوتها أو تؤجلها. سنغطي تفاصيل كل فحص، بما في ذلك دلالاته، والتحضير له، والفحوصات المناسبة للمجموعات العمرية المختلفة وللجنسين. من خلال البقاء على إطلاع على تلك المعلومات الهامة، يمكنك اتخاذ خطوات استباقية للحفاظ على صحتك، واكتشاف المشكلات المحتملة في وقت مبكر، ومنع تطور الحالات الخطيرة.

الفحوصات الصحية العامة:

فحص ضغط الدم:

غالبًا ما يُشار إلى ارتفاع ضغط الدم بـ”القاتل الصامت”، فهو حالة خطيرة لكنها خفية عادةً ما لا تظهر أعراض، لكنها قد تؤدي إلى مضاعفات شديدة مثل فشل الكلى، مشاكل القلب والأوعية الدموية، أو نزيف الدماغ.  

الفحص بسيط وسريع: تقوم الممرضة بلف كفة حول ذراعك وملئها بالهواء لقياس الضغط الانقباضي (أعلى ضغط عندما ينبض قلبك). ثم يتم تفريغ الكفة ببطء لقياس الضغط الانبساطي (أدنى ضغط عندما يكون قلبك في حالة راحة). يوفر هذا للطبيب معلومات قيمة حول صحة الأوعية الدموية ويساعد في تحديد ما إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم.

التوصيات بتكرار فحص ضغط الدم:

*عوامل الخطر تشمل السمنة، التدخين، السكري، وجود تاريخ عائلي لارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب، أمراض الكلى المزمنة، السكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم.

من المهم أن يتم فحص ضغط الدم كل عامين على الأقل إذا كنت تحت سن 40 ولا توجد لديك عوامل خطر. أما إذا كنت تعاني من السمنة، أو تدخن، أو مصابًا بداء السكري، أو لديك تاريخ عائلي من ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب، أو أمراض الكلى المزمنة، أو السكتة الدماغية، فيجب مراقبة ضغط الدم كل 3 أشهر. يمكن أن تساعد الفحوصات المنتظمة في اكتشاف المشكلات مبكرًا ومنع حدوث مشاكل صحية خطيرة.

فحص مستوى السكر في الدم:

يقيس هذا الفحص مدى كفاءة جسمك في التعامل مع السكر بعد تناول الطعام. يجب أن تكون النتيجة العادية أقل من 125 ملغ/ديسيلتر (في فحص السكر العشوائي). إذا كانت النتيجة أعلى، أو إذا كان لديك تاريخ من سكري الحمل، أو تاريخ عائلي من داء السكري، أو اضطرابات أيضية معروفة، قد يُوصى بإجراء فحوصات أكثر تحديدًا مثل سكر الدم الصائم أو اختبار السكر التراكمي.  يوفر فحص السكر التراكمي متوسط مستويات السكر في الدم على مدار الأشهر الثلاثة الماضية.  

ينصح الأطباء ببدء فحص السكري عند سن 35.

التوصية بتكرار فحص سكر الدم:

*تشمل عوامل الخطر: زيادة الوزن أو السمنة، وجود تاريخ عائلي لمرض السكري، نمط حياة قليل الحركة، تاريخ الإصابة بمقدمات السكري، ارتفاع ضغط الدم (≥ 190/90)، تاريخ سكري الحمل، متلازمة تكيس المبايض (PCOS)، ومستويات مرتفعة جدًا من الدهون الثلاثية.

ومع ذلك، ينبغي للأشخاص الذين لديهم عوامل خطر — مثل زيادة الوزن، أو تاريخ عائلي من السكري، أو نمط حياة خامل، أو تاريخ مرضي يشير إلى ما قبل السكري، أو ارتفاع ضغط الدم (≥ 190/90)، أو تاريخ مرضي من سكري الحمل، أو متلازمة تكيس المبايض، أو ارتفاع كبير في الدهون الثلاثية — بدء الفحوصات عند سن 25 والاستمرار فيها سنويًا.

يساعد الاكتشاف المبكر في الكشف عن السكري قبل ظهور الأعراض ويسمح بالتدخل المبكر لمنع تطوره.

فحص مستوى الدهون في الدم: 

يقيس هذا الفحص مستويات الكوليسترول والدهون في الدم، مما يوفر رؤية واضحة على كمية الدهون المتراكمة في الأوعية الدموية. يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من الدهون إلى مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية، والنوبات القلبية، أو انسداد الأوعية الدموية. 

التوصية بتكرار فحص الدهون:

*تشمل عوامل الخطر: وجود تاريخ عائلي لأمراض القلب والأوعية الدموية.

يشمل الكوليسترول الكلي كل من الكوليسترول الضار (LDL) والكوليسترول الجيد (HDL). ينبغي أن يكون الكوليسترول الكلي أقل من 5 ملليمول/لتر. بالنسبة للأشخاص الأصحاء، يوصى بإجراء فحص الكوليسترول مرة واحدة سنويًا. ومع ذلك، يجب على الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من أمراض القلب مراقبة مستويات الكوليسترول بشكل أكثر تكرارًا حسب توجيهات الطبيب. الفحوصات المنتظمة ضرورية للحفاظ على صحة القلب ومنع الحالات الخطيرة. 

تقييم وفحص الرؤية: 

تعد فحوصات الرؤية ضرورية لتحديد الأخطاء الانكسارية، التي أصبحت أكثر شيوعًا بسبب زيادة استخدام الشاشات. يمكن أن يؤثر الاستخدام المفرط للشاشات على الرؤية، مما يجعل الفحوصات السنوية أمرًا ضروريًا. 

التوصية بتكرار تقييم النظر:

إذا لزم الأمر: قد يوصي الطبيب بزيارات أكثر تواترًا بناءً على تقييمك.

سبب آخر هام لفحص الرؤية هو فحص قاع العين. يُشار إلى قاع العين (الجزء الخلفي من العين) أحيانًا بـ”مرآة المخ”. يمكن لهذا الفحص الكشف عن علامات ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، وهو ما قد يكون مؤشرًا مبكرًا على حالات خطيرة. كما يساعد في اكتشاف تلف الأوعية الدموية في العين، مثل الذي يحدث بسبب مرض السكري. يسمح اكتشاف هذه المشكلات مبكرًا بالعلاج في الوقت المناسب، مما يمنع المزيد من التلف أو فقدان البصر المحتمل.

فحص الأسنان: 

يعاني العديد من الأشخاص من الصداع ويخضعون لاختبارات مكلفة وواسعة النطاق لاستكشاف العديد من الأسباب، بينما يتوترون بشأن السيناريوهات الأسوأ. الحقيقة هي أن المشكلة قد تكون بسيطة مثل عدم زيارة طبيب الأسنان لفترة طويلة.  

تساعد الفحوصات المنتظمة للأسنان في الحفاظ على صحة الفم، واكتشاف المشاكل قبل أن تصبح مؤلمة، ومنع المضاعفات مثل أمراض اللثة أو العدوى التي قد تنتشر إلى مجرى الدم وتؤثر حتى على القلب. العناية بأسنانك يمكن أن تساعد في تجنب مشاكل أكبر في المستقبل. 

التوصية بتكرار الفحص الطبي للأسنان:

نحن هنا لإرشادك ومساعدتك في التخفيف من أي أعراض أو مضاعفات على طول الطريق.

فحص الصحة النفسية:

يمكن أن تؤثر صعوبات الحياة اليومية على الصحة النفسية. كل شخص يستجيب بشكل مختلف للتحديات، وأحيانًا يتطلب التغلب عليها القوة والشجاعة التي قد تحتاج إلى دعم متخصص. هذا الضغط يمكن أن يؤدي إلى حالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب، والكثير من المشاكل الأخرى. الزيارات المنتظمة للأطباء النفسيين، جنبًا إلى جنب مع الفحوصات النفسية، يمكن أن تساعد في الحفاظ على صحتك النفسية. تقدم هذه الفحوصات استراتيجيات قيمة لبناء القدرة على التحمل، والعيش حياة أسعد، ومنع الأزمات النفسية المحتملة. 

التوصية بتكرار تقييم الصحة النفسية:

ينبغي أن تخصص وقتًا مرة واحدة على الأقل في السنة لتخفيف الضغط النفسي وتنشيط ذهنيتك لمواجهة تحديات الحياة بشكل أفضل. وإذا كانت هناك حاجة لزيارات أكثر تكرارًا، فسيقوم الطبيب بإرشادك بعد الاستشارة والتقييم الأولي.

فحوصات ما قبل الزواج: 

الزواج هو خطوة جميلة تبني الأساس لعائلة صحية وسعيدة. قبل اتخاذ هذه الخطوة المهمة، من الضروري معرفة الفحوصات التي يجب إجراؤها لضمان صحتك ورفاهيتك. بالإضافة إلى الفحوصات الصحية المعتادة، يجب النظر في هذه الفحوصات الأساسية قبل الزواج: 

• فحص فصيلة الدم  
• اختبارات الخصوبة  
• فيروس التهاب الكبد الوبائي B و C  
• الأمراض المنقولة جنسيًا، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشري، والزهري، والعدوى الأخرى

تساعد هذه الفحوصات في تقديم راحة البال وضمان بداية صحية لمرحلتك الجديدة. 

الفحوصات الطبية للبالغين فوق سن الأربعين

نتفق معاً أن العمر مجرد رقم، لكن كل رقم يحتاج إلى رعاية خاصة. مع بلوغك سن الأربعين وما فوق، تصبح الفحوصات الصحية المنتظمة ضرورية للحفاظ على صحتك. بناءً على تاريخك الطبي وصحتك العامة وتوصيات طبيبك، إليك بعض الفحوصات الرئيسية التي يجب النظر فيها:

فحوصات طبية للسيدات:

1. فحص سرطان الثدي: 

• الفحص الذاتي للثدي : يوصى به شهريًا للتحقق من وجود كتل أو تغيرات غير طبيعية.  
• الفحص السريري للثدي: يُجرى سنويًا بواسطة متخصص للكشف عن أي مشاكل.  
• الماموجرام: هو تصوير بالأشعة السينية للثدي؛ يوصى به سنويًا أو كل سنتين للنساء فوق سن الأربعين. 

التوصية بتكرار فحص سرطان الثدي:

2. فحص سرطان عنق الرحم: 

• مسحة عنق الرحم : هو فحص روتيني لجمع الخلايا من عنق الرحم للكشف عن التغيرات ما قبل السرطانية أو سرطان عنق الرحم.  
• يجب على النساء بين 21-29 سنة إجراء اختبار مسحة عنق الرحم كل 3 سنوات.  
• النساء بين 30-65 سنة يجب إجراء اختبار مسحة عنق الرحم مع فحص فيروس الورم الحليمي البشري كل 5 سنوات أو إجراء مسحة عنق الرحم فقط كل 3 سنوات.  
• اختبار الفيروس الحليمي البشري: غالبًا ما يتم إجراؤه جنبًا إلى جنب مع مسحة عنق الرحم للكشف عن الأنواع عالية الخطورة من فيروس الورم الحليمي البشري التي قد تؤدي إلى سرطان عنق الرحم. 

التوصية بتكرار فحص سرطان عنق الرحم:

فحوصات طبية للرجال: 

1. فحص سرطان البروستاتا: 

• اختبار مستضد البروستاتا النوعي: هو اختبار دم لقياس مستوى مستضد البروستاتا النوعي الخاص للكشف عن أي مشاكل محتملة في غدة البروستاتا. يُوصى به بدءًا من سن 55، لكن الرجال بين 40-54 قد يحتاجون إليه في وقت أبكر إذا كانوا:  
• لديهم قريب من الدرجة الأولى (أب، أخ) مصاب بسرطان البروستاتا.  
• لديهم على الأقل اثنان من أفراد العائلة مصابين بسرطان البروستاتا.  
• هم من أصل أفريقي، حيث أن هذه العرق أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا الشديد.

التوصية بتكرار فحص سرطان البروستاتا:

فحص سرطان القولون:

• تنظير القولون: هو إجراء يستخدم أنبوبًا مرنًا مزودًا بكاميرا لفحص القولون والمستقيم بالكامل. يُوصى به بدءًا من سن 45، أو في وقت أبكر إذا كانت هناك عوامل خطر. يمكن إجراؤه كل 10 سنوات أو حسب توصيات الطبيب بناءً على نتائج تنظير القولون الأول.  
• اختبار الدم الخفي في البراز (FOBT): هو اختبار غير تداخلي للتحقق من وجود دم مخفي في البراز. يُوصى به سنويًا للأشخاص الذين لديهم خطر متوسط.  
• اختبار الفحص المناعي للبراز (FIT): مشابه لاختبار الدم الخفي في البراز، هذا الاختبار يتحقق من الدم المخفي في البراز ويوصى به سنويًا للأشخاص الذين لديهم خطر متوسط. 

كثافة العظام: مع تقدمنا في العمر، وخاصةً بعد سن الستين، تقل كثافة العظام بشكل طبيعي بسبب انخفاض قدرة الجسم على امتصاص المعادن وبناء عظام قوية. لذلك، من الضروري إجراء تقييم لكثافة العظام، مثل فحص الأشعة السينية باستخدام الطاقة المزدوجة (DEXA)، وهو نوع خاص من الأشعة السينية التي تقدم صورًا مفصلة لعظامك للكشف عن أي مشاكل مبكرًا.

فحص كثافة العظام (DEXA Scan): 

• يتم إعطاء النتائج في درجات :  
• أعلى من -1.0 تعتبر طبيعية.  
• بين -1.0 و -2.5 تشير إلى انخفاض كثافة العظام (هشاشة العظام الخفيفة).  
• – 2.5  أو أقل تشير إلى هشاشة العظام.

تقييم خطر الكسور: 

• أدوات مثل FRAX يمكنها تقدير احتمال حدوث كسور رئيسية (مثل كسور الورك) خلال 10 سنوات بناءً على عوامل خطر متنوعة.  

 فحوصات الدم:  

• قد تُجرى اختبارات الدم للتحقق من مستويات الكالسيوم، وفيتامين د، والهرمونات للكشف عن الأسباب الكامنة لهشاشة العظام.

تضعف هشاشة العظام من العظام وتزيد من خطر الكسور حتى من السقوط أو الحوادث البسيطة. الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الكسور، أو الوزن المنخفض، أو تاريخ من التدخين، أو الذين يستخدمون الستيرويدات هم أكثر عرضة لهشاشة العظام. هؤلاء الأشخاص يجب عليهم مناقشة أمر الفحص المبكر مع الطبيب. 

التوصية بتكرار فحص كثافة العظام:

الخلاصة: 

يمكن أن تساعد الفحوصات المنتظمة في اكتشاف المشكلات الصحية مبكرًا، مما يؤدي إلى نتائج أفضل وحياة صحية أكثر. دائمًا استشر طبيبك للحصول على توصيات مخصصة بناءً على جنسك، وعرقك، وعمرك، وحالتك الزوجية والصحية، وتاريخك العائلي.