اللوزتان هما جزءان صغيران مهمان للغاية يقعان في مؤخرة الحلق، وتُعتبران من خطوط الدفاع الأولى في مواجهة أي عدوى تدخل الجسم. تحتوي اللوزتان على خلايا مناعية تحارب الجراثيم القادمة من الفم والأنف. وتؤديان دورًا مهمًا في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث تساعدان على تعزيز المناعة. ومع ذلك، قد تتسبب اللوزتان أحيانًا في مشاكل صحية بدلاً من الحماية، مثل الإصابة بالتهاب اللوزتين، وهو ما قد يتحول إلى مشكلة حقيقية. هذا الالتهاب يمكن أن يتسبب في أعراض مزمنة، وقد يصبح من الصعب التعامل معه، مما يستدعي أحيانًا التدخل الجراحي واستئصال اللوزتين.
إذا كان طفلك يعاني كثيرًا من التهاب الحلق وصعوبة البلع، إلى جانب أعراض أخرى سنتناولها في هذه المقالة، فمن الضروري أن تتعرف أكثر على هذه الحالة، أسبابها، أعراضها وخيارات العلاج المتاحة. سنوضح لك كل ما تحتاج إلى معرفته عن اللوزتين والتهاب اللوزتين، وطرق التعامل معه سواء بالعلاج أو بالجراحة لضمان اتخاذ الإجراء المناسب في الوقت المناسب للحفاظ على صحة طفلك.
ما هي اللوزتان؟
اللوزتان هما كتلتان صغيرتان ورديتا اللون من نسيج لمفاوي (يحتوي على خلايا مناعية) تقعان على جانبي الجزء الخلفي من الحلق. تُعد اللوزتان جزءًا أساسيًا من جهاز المناعة، وتعملان كخط الدفاع الأول للجسم ضد مسببات الأمراض، حيث تنتجان الأجسام المضادة لمحاربة العدوى.
لماذا اللوزتان مهمتان لطفلي؟
تلعب اللوزتان دورًا حيويًا في حماية الجسم من العدوى في مرحلة الطفولة. حيث تساهمان في منع انتشار الفيروسات والبكتيريا الضارة إلى الدم وبقية أنحاء الجسم. ومع تقدم الطفل في العمر، تقل أهمية اللوزتين، لأن مكونات أخرى في جهاز المناعة تبدأ بأداء هذا الدور.
ما هو التهاب اللوزتين؟
التهاب اللوزتين هو حالة تحدث عندما تصاب اللوزتان بالالتهاب نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية. وقد يكون التهاب اللوزتين حادًا (قصير المدى) أو مزمنًا (طويل المدى).
أسباب التهاب اللوزتين:
- العدوى البكتيرية، وأكثرها شيوعًا عدوى البكتيريا العقدية المسببة لما يُعرف بالتهاب الحلق العقدي.
- العدوى الفيروسية، والتي تكون عادةً أقل حدة من العدوى البكتيرية.
أعراض التهاب اللوزتين:
- الحمى والقشعريرة
- التهاب الحلق وصعوبة البلع
- ألم في الأذن
- صداع
- تضخم الغدد اللمفاوية؛ وآلام في الفك أو الرقبة
- رائحة فم كريهة
- احمرار وتورم اللوزتين مع أو بدون بقع بيضاء أو صفراء
أنواع التهاب اللوزتين:
- التهاب اللوزتين الحاد: الأكثر شيوعًا بين الأطفال، ويستمر أقل من 10 أيام، وعادةً ما يشفى بالعلاج المنزلي. في حال كانت العدوى بكتيرية، قد يصف الطبيب مضادات حيوية.
- التهاب اللوزتين المزمن: يستمر لفترة أطول ولكن بأعراض أخف، مثل التهاب الحلق المستمر، ورائحة الفم الكريهة، وتضخم الغدد اللمفاوية لأكثر من 3 أشهر. قد يصاحب الحالة ظهور حصوات في اللوزتين (تكتلات من البكتيريا وبقايا الطعام والصديد) والتي قد تستدعي إزالتها.
- التهاب اللوزتين المتكرر: يحدث عندما تتكرر الإصابة بالتهاب اللوزتين 6–7 مرات في السنة، أو أكثر من 3 مرات سنويًا لعدة سنوات. قد تلعب الوراثة أو ضعف الاستجابة المناعية دورًا في حدوثه.
متى يجب عليك زيارة طبيب مختص في التهاب اللوزتين؟
قم بزيارة الطبيب إذا ظهرت الأعراض التالية:
- ارتفاع درجة الحرارة فوق 39.5 درجة مئوية
- آلام بالجسم وضعف العضلات
- تيبّس أو ألم في الرقبة أو وجود كتل فيها
- التهاب في الحلق يستمر لأكثر من يومين
- صعوبة في التنفس نتيجة تورم الحلق (نادرة ولكنها طارئة)
مضاعفات التهاب اللوزتين:
- تكرار العدوى مثل التهابات الحلق والحمى التي قد تنتشر إلى الدم أو الأعضاء الأخرى
- تضخم اللوزتين بشكل يؤثر على التنفس أو البلع، أو يسبب الشخير أو انقطاع النفس أثناء النوم
- حصى اللوزتين، والتي تسبب رائحة فم كريهة وتؤثر على البلع
- الخراجات (تجمعات صديد مؤلمة قرب اللوزتين) التي قد تسبب مضاعفات تنتشر لباقي أجزاء الجسم إذا لم تُعالج
تشخيص التهاب اللوزتين:
يعتمد التشخيص أساسًا على الفحص السريري والتاريخ المرضي للمريض، وغالبًا ما تُستخدم مسحة الحلق أو فحوصات الدم لتحديد سبب العدوى.
خيارات علاج التهاب اللوزتين:
- الحالات الخفيفة: غالبًا ما تزول من تلقاء نفسها إذا كانت فيروسية.
- العدوى البكتيرية: يُوصف مضاد حيوي حسب نوع البكتيريا.
- استئصال اللوزتين: جراحة تُجرى عند تكرار الالتهاب أو وجود مضاعفات كتكوين الحصوات أو الخراجات.
العلاجات المنزلية لالتهاب اللوزتين:
يمكن أن تكون العلاجات المنزلية التالية مفيدة في تخفيف أعراض التهاب اللوزتين الحاد أو كعلاجات داعمة يوصي بها الأطباء، لكنها لا تُغني عن العلاج الطبي الأساسي:
- شرب كميات كبيرة من السوائل للحفاظ على الترطيب وتلطيف الحلق.
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة لمساعدة الجسم على التعافي.
- الغرغرة بالماء الدافئ عدة مرات يوميًا لتقليل تهيّج الحلق.
- تناول حبوب الحلق (الاستحلاب) لتسكين الشعور بالوخز في الحلق وتخفيف الانزعاج.
- لعق المثلجات أو الحلويات المجمدة لتسكين الشعور بالوخز في الحلق وتقليل التورم.
- تشغيل جهاز ترطيب الهواء لترطيب الجو وتخفيف تهيّج الحلق.
- تجنب الدخان والمهيجات لتقليل شدة الالتهاب في الحلق.
- استخدام مسكنات الألم المتوفرة بدون وصفة طبية، مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، لتخفيف الألم وخفض الحمى.
متى يُنصح باستئصال اللوزتين؟
يمكن اللجوء إلى الجراحة إذا كان طفلك يعاني من:
- التهاب لوزتين متكرر (5 مرات أو أكثر في السنة)
- صعوبة في التنفس أو انقطاع النفس أثناء النوم بسبب تضخم اللوزتين
- التهابات أذن متكررة بسبب تورم اللوزتين
- وجود حصوات في اللوزتين أو خراجات مستمرة
عملية استئصال اللوزتين:
- تتم الجراحة تحت التخدير العام، حيث يكون الطفل نائمًا
- تُزال اللوزتان عن طريق الفم باستخدام جهاز الاستئصال الحراري “الكوبلاتور” بدون جروح أو غرز
- تستغرق العملية عادةً من 20 إلى 30 دقيقة
مخاطر عملية استئصال اللوزتين:
- الجراحة آمنة جدًا، لكن كأي عملية، لها بعض المخاطر مثل النزيف أو العدوى
- قد تظهر بعض الأعراض المحتملة نتيجة أخذ أدوية التخدير، تتم مناقشتها مع طبيب التخدير
- الجفاف، خصوصًا إذا كان البلع مؤلمًا بعد العملية حيث يصعب شرب الماء
خاتمة:
رغم أن اللوزتين تلعبان دورًا مهمًا في الحماية من العدوى خلال الطفولة، إلا أنهما في بعض الحالات قد تسببان مشكلات صحية.
إذا كان طفلك يعاني من حمى متكررة، أو انقطاع النفس أثناء النوم، أو التهاب حلق متكرر، فمن الضروري عرضه على طبيب أنف وأذن وحنجرة لتقييم حالته. الطبيب قد يوصي بالعلاج المنزلي، أو الأدوية، أو الجراحة بناءً على حالته، لضمان تعافيه السريع.
في مستشفى ريم، نحرص على تقديم أفضل رعاية ممكنة وعلاجات عالية الجودة لحالات التهاب اللوزتين، حتى ينمو طفلك بصحة أفضل وسعادة أكبر.
بوابة المرضى
