يونيو 4, 2025
يُعد التبويض من أهم وأكثر الأجزاء غموضًا في الدورة الشهرية. سواء كنتِ تحاولين الحمل، تتجنبين الحمل، أو ترغبين فقط في معرفة المزيد عن جسمك، فإن فهم ما يحدث خلال التبويض يمكن أن يساعدك على التفاعل بشكل أفضل مع دورتك الشهرية وصحتك الإنجابية.
في هذه المدونة، سنشرح لكِ ما هو التبويض، كيفية التعرف على أعراضه، وكيفية استخدام أدوات مثل حاسبة التبويض، وأجهزة اختبار التبويض والمزيد. كما ستتعلمين عن مواضيع مثل ألم الظهر أثناء التبويض، وانتفاخ البطن، ولماذا قد يسبب التبويض أحيانًا ألمًا في الثدي، تقلبات مزاجية، أو حتى الغثيان.
التبويض هو العملية التي يتم فيها إطلاق بويضة ناضجة من أحد المبيضين. تسير هذه البويضة في قناة فالوب، حيث يمكن أن يتم تخصيبها بالحيوان المنوي.
يحدث هذا الإطلاق عادةً مرة واحدة في كل دورة شهرية – تقريبًا في منتصف الدورة – ويكون مدفوعًا بزيادة في هرمون يُسمى الهرمون اللوتيني.
إذا كنتِ تمرين بدورة شهرية مدتها 28 يومًا، فغالبًا ما يحدث التبويض في اليوم الرابع عشر. وإذا كانت دورتك 26 يومًا فقد يحدث في اليوم الثاني عشر، أما إذا كانت 30 يومًا فقد يكون في اليوم السادس عشر. يختلف الأمر من امرأة لأخرى، كما قد تختلف دورتك من شهر لآخر، لذا فإن تتبع التبويض مهم جدًا.
التبويض هو اللحظة التي يستعد فيها جسمك لاحتمالية حدوث الحمل، من خلال إطلاق بويضة وتهيئة الظروف المثالية للتخصيب.
1. الدماغ يُطلق الإشارة
تبدأ العملية في الدماغ، وتحديدًا في منطقة تُسمى الوطاء (الهيبوثالاموس)، والتي تُفرز هرمونًا يُسمى الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH). هذا الهرمون يحفز الغدة النخامية (غدة صغيرة تقع في قاعدة الدماغ) لإفراز هرمونين رئيسيين:
2. تبدأ الحويصلات في النمو
في النصف الأول من الدورة الشهرية – والذي يُسمى الطور الجريبي – تبدأ عدة حويصلات بالنمو في المبايض بسبب ارتفاع مستوى الهرمون المنشط للحويصلاتFSH. لكن عادة، واحدة فقط من هذه الحويصلات تُصبح “القائدة” وتنمو محتضنةً بويضة واحدة حتى تنضج بالكامل.
ومع تطور هذه الحويصلة، تبدأ في إنتاج كميات متزايدة من الإستروجين، الذي يعمل على زيادة سماكة بطانة الرحم (بطانة الرحم الداخلية)، استعدادًا لاحتمالية حدوث الحمل.
3. ارتفاع الهرمون اللوتيني لتحفيز التبويض
عندما تبلغ مستويات الإستروجين ذروتها، ترسل إشارات إلى الدماغ لإفراز كمية كبيرة من الهرمون اللوتيني، وهو ما يُعرف بالارتفاع المفاجئ للهرمون اللوتيني LH.
هذا الارتفاع هو الذي يُحفّز عملية التبويض، حيث تنفجر الحويصلة وتُطلق البويضة الناضجة من المبيض.
يحدث هذا عادةً في منتصف الدورة الشهرية – مثل اليوم 14 في دورة مدتها 28 يومًا – ولكن قد يختلف حسب طول دورتك الشخصية.
4. انتقال البويضة عبر قناة فالوب
بعد إطلاقها، تندفع البويضة إلى قناة فالوب القريبة. هنا يحدث التخصيب إذا كان الحيوان المنوي موجودًا. تبقى البويضة صالحة للتخصيب لمدة تتراوح بين 12 إلى 24 ساعة وهي فترة زمنية قصيرة نسبيًا.
5. تشكّل الجسم الأصفر
في المبيض، تتحول الحويصلة الفارغة إلى بنية تُسمى الجسم الأصفر (Corpus Luteum)، والذي يبدأ في إفراز هرمون البروجستيرون.
يساعد البروجستيرون في الحفاظ على بطانة الرحم سميكة في حال حدوث الحمل.
التبويض هو حدث سريع، حيث تعيش البويضة لمدة تتراوح بين 12 إلى 24 ساعة بعد إطلاقها. ولكن فترة الخصوبة تكون أوسع من ذلك. فالحيوانات المنوية يمكنها أن تعيش في جسمكِ لمدة تصل إلى خمسة أيام، مما يعني أن أعلى فرص الحمل تكون خلال الأيام الخمسة التي تسبق التبويض ويوم التبويض نفسه.
جسمك ذكي للغاية ويُظهر علامات تشير إلى التبويض. إليكِ أكثر 8 أعراض شيوعًا تدل على أنكِ في فترة التبويض:
ليست كل النساء لديهن دورة شهرية منتظمة تستمر 28 يومًا، وهنا تأتي أهمية حاسبات وتطبيقات التبويض. تستخدم هذه الأدوات تاريخ آخر دورة شهرية وطول دورتكِ المعتاد لتوقّع أيام التبويض.
ولمزيد من الدقة، تلجأ العديد من النساء إلى أدوات مثل:
من الممكن أن يحدث التبويض دون أن تنزل الدورة الشهرية. وإذا حدث ذلك، فهناك عدة أسباب شائعة، وليس جميعها مدعاة للقلق.
1. قد تكونين حاملًا
وهو الاحتمال الأرجح.
إذا تم إطلاق البويضة وتم تخصيبها بالحيوان المنوي، يدخل جسمكِ في “وضع الحمل”، أي أن الدورة الشهرية لا تحدث. وبدلاً منها يبدأ الجسم في إنتاج هرمون يُسمى هرمون مُوَجِّهَة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية hCG، وهو الهرمون الذي تكشف عنه اختبارات الحمل.
إذا تأخرت دورتكِ الشهرية وتعتقدين أن هناك احتمالًا للحمل، قومي بإجراء اختبار حمل منزلي – ويفضّل أن يكون ذلك بعد 14 يومًا تقريبًا من وقت التبويض المتوقع.
2. قد تكون دورتكِ فقط متأخرة
الحياة اليومية تُؤثر على دورتكِ الشهرية أكثر مما تتصورين. حتى لو حدث التبويض، قد تتأخر الدورة بسبب:
أحيانًا، يستغرق جسمك وقتًا أطول لبدء الدورة. وقد تكون المرحلة الثانية من الدورة (بعد التبويض) أطول من المعتاد.
3. اختلال التوازن الهرموني
في بعض الحالات، قد يحدث التبويض، ولكن لا تأتي الدورة الشهرية بسبب مشكلة في التوازن الهرموني أو حالة صحية، مثل:
4. أسباب أخرى محتملة
في معظم الحالات، لا يؤثر الإجهاض الواحد سلبًا على قدرتك على التبويض أو الحمل مرة أخرى.
ولكن إذا تكررت حالات الإجهاض (مرتين أو أكثر)، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة كامنة، مثل:
في هذه الحالة، قد يقترح الطبيب إجراء تقييم أعمق، يشمل:
العلاج | ما هو | لمن يُناسب | كيف يعمل |
تحفيز التبويض | علاج للخصوبة باستخدام أدوية فموية أو قابلة للحقن لتحفيز المبايض على إطلاق البويضات | – النساء ذوات الدورات غير المنتظمة – النساء المصابات بانعدام التبويض – حالات تكيّس المبايض – في حالات التلقيح الصناعي | الأدوية تُحفّز المبايض على نمو وإطلاق بويضة واحدة أو أكثر خلال الدورة |
حقن هرمون تحفيز نمو البويضات | حقن هرمون التحفيز الجُريبي، تُستخدم لتحفيز نمو عدة جُريبات تحتوي على البويضات | – النساء الخاضعات للتلقيح الصناعي أو التلقيح داخل الرحم – النساء اللاتي لا يستجبن للأدوية الفموية فقط | تحفز المبايض لإنتاج أكثر من بويضة، ما يزيد من فرص الإخصاب الناجح |
الحقنة التفجيرية)HCG) | حقنة هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية، تُحاكي الزيادة الطبيعية للهرمون اللوتيني LH | – تُستخدم بعد نضج الجُريبات لضبط توقيت الإباضة بدقة | تُحفز إطلاق البويضة خلال حوالي 36 ساعة، مما يساعد في توقيت الجماع، أو التلقيح الصناعي، أو سحب البويضات |
تعمل وسائل منع الحمل الهرمونية على منع التبويض، لذلك عند استخدامها، لن تلاحظي أعراض التبويض المعتادة. ولكن بعد التوقف عن استخدامها، قد يستغرق الأمر بعض الدورات لعودة التبويض المنتظم.
نوع وسيلة منع الحمل | تأثيرها على الإباضة |
حبوب منع الحمل المركبة | تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجستيرون، وتمنع الغدة النخامية من إفراز الهرمونات التي تُحفز عملية التبويض. |
حبوب البروجستيرون فقط (الحبة الصغيرة) | قد لا توقف التبويض تمامًا، لكنها تُكثف مخاط عنق الرحم وتتعمل على ترقيق بطانة الرحم لمنع الحمل. |
اللاصقة أو الحلقة المهبلية | تعمل كحبوب منع الحمل، وتُطلق هرمونات تمنع إطلاق البويضة. |
اللولب الهرموني (مثل ميرينا) | يمنع الإخصاب أساسًا من خلال تكثيف مخاط عنق الرحم؛ وقد يمنع التبويض لدى بعض النساء. |
الزرعة تحت الجلد | تُفرز البروجستيرون، مما يوقف التبويض غالبًا لعدة سنوات. |
حقنة منع الحمل (مثل ديبو بروفيرا) | توقف التبويض تمامًا لدى معظم النساء عن طريق تثبيط إفراز الهرمونات. |
تُدار دورة التبويض بالكامل بواسطة تفاعل معقد بين عدة هرمونات، وهي:
الهرمون المنشط للحويصلات FSH، الهرمون اللوتيني LH، الإستروجين والبروجستيرون.
هذه الهرمونات تتحكم بكل شيء، من نضج البويضة إلى إطلاقها ثم تهيئة الرحم وتهتك بطانته لاحقًا.
معلومات مهمة:
إذا كانت دورتكِ غير منتظمة أو لا تلاحظين أي علامات تدل على حدوث التبويض، فقد يشير ذلك إلى:
في هذه الحالة، تحدثي مع طبيبك حول طرق تنظيم دورتك وتحفيز التبويض الصحي.
غياب دورة واحدة بين الحين والآخر ليس مقلقًا عادة.
لكن يُفضّل مراجعة الطبيبة إذا:
سواء كنتِ تحاولين الإنجاب أو تراقبين صحتكِ فقط، فإن فهم ما هي عملية التبويض، كيفية التعرف على أعراضها، ومتى تكون فترة الخصوبة يمنحكِ تحكمًا أكبر في جسمكِ.
استخدمي أدوات مثل حاسبة التبويض، شرائط فحص التبويض، وتطبيقات تتبع الدورة للتعرف على نمطكِ الشخصي.
راقبي الأعراض مثل آلام التبويض، تقلبات المزاج، أو الإفرازات، ولا تترددي في استشارة الطبيب إذا شعرتِ أن هناك شيئًا غير طبيعي.
عملية التبويض هي إشارة قوية لإيقاع وصحة جسدكِ. ومع المعرفة والدعم الطبي، يمكنكِ التكيّف معها بما يخدم أهدافكِ، سواء كان الحمل، الوعي بدورتكِ الشهرية، أو الحفاظ على توازن هرموناتكِ.