في السنوات الأخيرة، أحدثت الجراحة بالمنظار — التي تُعرف أيضًا بجراحة “ثقب المفتاح” — ثورة في الطريقة التي يعالج بها الأطباء العديد من الحالات. في مستشفى ريم، نفخر بتقديم هذا الأسلوب الجراحي المتطور الذي يوفر لمرضانا بديلاً أكثر أمانًا وأقل ألمًا وأسرع تعافيًا من الجراحة التقليدية المفتوحة. 

سواء كنت تفكر في إجراء عملية جراحية لنفسك أو تدعم شخصًا عزيزًا، فإن فهم هذه التقنية يمكن أن يقلل من القلق ويساعدك على اتخاذ قرارات مدروسة. دعونا نستعرض ما هي الجراحة بالمنظار، كيف تعمل، وماذا يمكن توقعه قبل وأثناء وبعد العملية.

ما هي الجراحة بالمنظار؟

الجراحة بالمنظار هي إجراء جراحي طفيف التوغل يتضمن إدخال أنبوب رفيع ومضيء مزود بكاميرا تُعرف باسم “المنظار” عبر شقوق صغيرة — عادةً لا تتجاوز السنتيمتر — في جدار البطن. يوفر هذا المنظار رؤية مكبرة للأعضاء الداخلية على شاشة عالية الدقة، مما يسمح للجراحين بإجراء تقييمات وتشخيصات دقيقة وتنفيذ العلاجات الجراحية باحترافية عالية. 

في مستشفى ريم، تُستخدم الجراحة بالمنظار في عدة تخصصات مثل أمراض النساء، الجراحة العامة وأمراض الجهاز الهضمي.

فوائد الجراحة بالمنظار

بالمقارنة مع الجراحة المفتوحة التقليدية، تقدم الجراحة بالمنظار العديد من المزايا للمرضى، منها: 

  • نتائج أكثر أمانًا 
  • ألم أقل بعد الجراحة 
  • إقامة أقصر في المستشفى 
  • عودة أسرع للحياة الطبيعية 
  • ندوب صغيرة ومخاطر عدوى أقل

لماذا تُجرى الجراحة بالمنظار؟

تُستخدم الجراحة بالمنظار لأغراض تشخيصية وعلاجية: 

  • تشخيصية: للمساعدة في تحديد سبب الأعراض الغير مفسرة مثل ألم الحوض المزمن، العقم أو النزيف غير الطبيعي. 
  • علاجية: للسماح للأطباء بعلاج الحالات المكتشفة بتقنيات طفيفة التوغل، مما يعزز من سرعة الشفاء. 

أمثلة حسب التخصص:

التخصص الإجراءات 
أمراض النساء 1. إزالة أكياس المبيض
2. علاج بطانة الرحم المهاجرة
3. استئصال الرحم 
الجراحة العامة 1. استئصال المرارة
2. استئصال الزائدة الدودية
3. إصلاح الفتق 
جراحات السمنة 1. تكميم المعدة
2. تحويل مسار المعدة
3. التحويل المسار المصغر 

كيف تساعد الجراحة بالمنظار في إجراءات التشخيص؟

عندما لا توفر الفحوصات التصويرية مثل الأشعة فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية تشخيصًا دقيقًا، تُستخدم الجراحة بالمنظار لتقديم رؤية مباشرة وواقعية للأعضاء الداخلية. 

تشخيص حالات مثل: 

  • بطانة الرحم المهاجرة: وهي سبب شائع لآلام الحوض والعقم لدى النساء، لكنه من الحالات التي يصعب تشخيصها دون الرؤية المباشرة للأعضاء الداخلية. 
  • مرض التهاب الحوض: عندما تنتشر العدوى إلى الأجزاء العلوية من الأعضاء التناسلية، يمكن أن تساعد عملية المنظار في تأكيد التشخيص وتقييم مدى الضرر. 
  • الحمل خارج الرحم: عندما يحدث الحمل خارج الرحم (غالبًا في قناة فالوب)، يساعد المنظار في تحديد الحالة والتعامل معها بسرعة مما قد يُنقذ الحياة. 
  • آلام البطن أو الحوض غير المفسرة: عندما لا تعطي الفحوصات الأخرى نتائج واضحة، يمكن أن تساعد عملية المنظار التشخيصية في اكتشاف مشكلات مثل الالتصاقات (النسيج الندبي)، الفتق، الأكياس أو الأورام. 
  • تحديد مرحلة انتشار السرطان: في بعض الحالات، يساعد المنظار في معرفة مدى انتشار السرطان واختيار خطة العلاج الأنسب. 

وفي كثير من الأحيان، يتم التشخيص والعلاج الفوري أثناء الإجراء ذاته، مما يُغني عن إجراء جراحة إضافية.

دور المنظار الداخلي في التشخيص

التنظير هو إجراء طبي يتيح للأطباء فحص ما بداخل الجسم دون الحاجة إلى إجراء جراحة. بدلاً من الشقوق الجراحية، يستخدم الطبيب أنبوبًا رفيعًا ومرنًا مزودًا بكاميرا صغيرة وضوء في نهايته، ويُعرف هذا الأنبوب باسم “المنظار”. يتم إدخاله عادةً عبر فتحات الجسم الطبيعية مثل الفم، الأنف، الأذن، المهبل، الإحليل أو المستقيم، وذلك حسب الجزء من الجسم المراد فحصه. 

التنظير ليس إجراءً واحدًا فقط، بل هو مجموعة من الفحوصات التي تساعد الأطباء على فحص أجزاء مختلفة من الجسم للتوصل إلى التشخيص الصحيح. قد يوصي طبيبك بإحدى الإجراءات التنظيرية التالية: 

  • تنظير المعدة (التنظير العلوي): يتم فيه إدخال المنظار بلطف عبر الفم وصولاً إلى الحلق لفحص المريء والمعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة. يُستخدم للكشف عن القرح، الالتهابات، تلف الارتجاع الحمضي، أو حتى العلامات المبكرة لسرطان المعدة. 
  • تنظير القولون: يتم إدخال المنظار عبر المستقيم لفحص القولون بأكمله (الأمعاء الغليظة). هذا الفحص مهم للكشف المبكر عن سرطان القولون، كما يُستخدم في التحقيق في حالات النزيف غير المبرر، الإسهال المزمن أو آلام البطن المستمرة. يمكن أيضًا أثناء الإجراء إزالة الزوائد اللحمية أو أخذ عينات صغيرة من الأنسجة (خزعات). 
  • تنظير القصبات: يتيح للأطباء فحص الشعب الهوائية والرئتين من خلال إدخال المنظار عبر الأنف أو الفم. يُستخدم غالبًا عند وجود سعال مستمر، التهابات رئوية غير مفسّرة، أو ملاحظات مشبوهة في الأشعة الصدرية. 
  • تنظير المثانة : في هذا الإجراء، يتم إدخال المنظار عبر الإحليل لفحص المثانة من الداخل. يُستخدم لتشخيص مشاكل الجهاز البولي مثل الالتهابات، حصى المثانة، أو الأورام. 
  • تنظير الرحم : يتم إدخال كاميرا رفيعة عبر المهبل لفحص الرحم من الداخل. يفيد هذا الإجراء في تقييم النزيف غير الطبيعي، الأورام الليفية أو مشاكل العقم. 
  • تنظير الأذن والأنف: تُستخدم مناظير دقيقة في هذه الإجراءات لتدخل إلى قناة الأذن أو الممرات الأنفية لفحص البُنى الدقيقة فيها. يساعد تنظير الأذن في تشخيص الالتهابات المزمنة، مشكلات طبلة الأذن، أو الانسدادات، بينما يُعد تنظير الأنف ضروريًا لتقييم مشاكل الجيوب الأنفية، الزوائد الأنفية، أو الاحتقان المستمر. 

ما يجعل التنظير أداة قيّمة هو قدرته على توفير صور حية من داخل الجسم، مما يمكّن الأطباء من اكتشاف المشكلات وتحديد العلاج المناسب وأحيانًا تقديم العلاج في نفس الجلسة. العديد من إجراءات التنظير صُممت لتكون تشخيصية وعلاجية في الوقت ذاته كلما أمكن.

الجراحة بالمنظار مقابل الجراحة المفتوحة مقابل التنظير الداخلي

الإجراء حجم الشق الإقامة بالمستشفى وقت التعافي 
الجراحة بالمنظار صغير (0.5–1 سم) يوم أو ليلة واحدة 1–2 أسبوع 
الجراحة المفتوحة كبير (5–10 سم) 3–5 أيام 4–6 أسابيع 
التنظير الداخلي لا يتطلب شقوقًا دون إقامة تعافٍ فوري 

تطبيقات الجراحة العامة والبطنية

الإجراء دواعي الاستخدام 
استئصال المرارة لعلاج حصوات أو التهاب المرارة 
إصلاح الفتق لعلاج الفتق الإربي أو البطني 
استئصال الزائدة لعلاج التهاب الزائدة الحاد 
أخذ عينات من الكبد أو أعضاء البطن للفحص المختبري 
إزالة أكياس البطن مثل الأكياس البنكرياسية المسببة للألم 

الجراحة المتخصصة بالمنظار:

الإجراء دواعي الاستخدام 
عملية نيسن بالمنظار  تُستخدم لعلاج الارتجاع المعدي المريئي الشديد من خلال تقوية العضلة العاصرة أسفل المريء. 
استئصال القولون بالمنظار  يتم فيها إزالة جزء من القولون في حالات مثل سرطان القولون أو التهاب الرتج. 
استئصال الغدة الكظرية بالمنظار  تُزال واحدة أو كلتا الغدتين الكظريتين في حالات وجود أورام أو اضطرابات هرمونية. 
جراحات السمنة بالمنظار تشمل إجراءات إنقاص الوزن مثل تحويل مسار المعدة أو تكميم المعدة لعلاج السمنة. 

إجراءات أمراض النساء والخصوبة:

الحالة / الإجراء الهدف 
بطانة الرحم المهاجرة إزالة الأنسجة وتحسين الخصوبة 
إزالة الأورام الليفية بالمنظار الحفاظ على الرحم وتقليل النزيف 
تقييم ما قبل الإخصاب الصناعي فحص الرحم وقنوات فالوب 
انسداد قنوات فالوب إزالة أو فتح القنوات المسدودة 
علاج تكيس المبايض تحفيز التبويض 
استئصال الرحم إزالة الرحم مع أو بدون الأنابيب والمبايض 

ما الذي يمكن توقعه خلال العملية؟

  1. التحضير قبل العملية: 
  • يجب الصيام لمدة لا تقل عن 6–8 ساعات قبل العملية. 
  • قد تتضمن الفحوصات ما قبل الجراحة: تحاليل دم، تصوير بالأشعة وفحصًا بدنيًا. 
  • سيقوم فريق الرعاية بشرح الإجراء، النتائج المرجوة، والإجابة عن أي استفسارات أخيرة
  1. التخدير: 
  • يُستخدم التخدير العام، مما يعني أنك ستكون نائمًا ولن تشعر بأي ألم أثناء العملية. 
  • في حالة إجراء التنظير الداخلي فقط (مثل تنظير المعدة أو القولون)، يُستخدم التخدير الموضعي أو التهدئة البسيطة لأنه إجراء غير مؤلم ولا يتضمن شقوقًا. 
  1. خطوات الإجراء: 
  • يتم عمل من شق واحد إلى ثلاثة شقوق صغيرة في البطن. 
  • يتم نفخ البطن بغاز ثاني أكسيد الكربون لتوفير رؤية واضحة. 
  • يُدخل منظار البطن مع أدوات جراحية دقيقة من خلال الشقوق الصغيرة. 
  1.  العلاج الجراحي: 
  • حسب ما يتم اكتشافه أثناء الإجراء، يقوم الجراح بمعالجة المشكلة مباشرةً من خلال هذه الشقوق الصغيرة. 
  1.  الإغلاق والتعافي: 
  • بعد الانتهاء، يتم إخراج الغاز، وسحب الأدوات، ثم تُغلق الشقوق باستخدام غرز قابلة للذوبان أو صمغ جراحي.

العناية بعد الجراحة:

العناية الصحيحة بالجروح تساعد في منع العدوى وتسريع الشفاء: 

  • اغسل المنطقة بلطف بالماء والصابون، وجففها بالتربيت. 
  • تجنّب غمر الجسم بالكامل (كالاستحمام في حوض أو السباحة) لمدة 7–10 أيام. 
  • لا تستخدم الكريمات أو البودرة على الجرح ما لم يصفها الطبيب. 
  • راقب علامات العدوى مثل: الاحمرار، السخونة، الإفرازات الصديدية، أو ألم متزايد. 
  • معظم الغرز تذوب من تلقاء نفسها ولا تحتاج إلى إزالة، إلا إذا أُبلغت بخلاف ذلك. 

مدة التعافي:

الجدول الزمني ماذا تتوقع 
اليوم الأول والثاني نعاس، ألم في الكتف، انزعاج خفيف 
اليوم الثالث إلى الخامس حركة أسهل، انتفاخ أقل 
الأسبوع الأول شفاء الجرح، تعب أقل 
الأسبوع الثاني العودة للأنشطة الخفيفة 
الأسبوع الرابع إلى السادس تعافٍ كامل من العمليات المعقدة 

الآثار الجانبية والمخاطر:

الآثار الشائعة:

  • ألم خفيف في الحوض أو البطن 
  • ألم في الكتف بسبب استخدام الغاز أثناء الإجراء 
  • نزيف مهبلي خفيف في الحالات النسائية 
  • انتفاخ أو كدمات مؤقتة

المضاعفات المحتملة: 

  • عدوى في أماكن الشقوق الجراحية 
  • إصابة الأعضاء أو الأوعية الدموية (نادرًا) 
  • ردود فعل ناتجة عن الأدوية المستخدمة في التخدير 
  • جلطات دموية (خاصةً في حال عدم الحركة بعد الجراحة) 

راجع الطبيب فورًا إذا شعرت بـ: 

  • ارتفاع مستمر في درجة الحرارة فوق 38 درجة مئوية 
  • تفاقم ألم البطن 
  • صعوبة في التبول أو غثيان شديد 
  • احمرار أو تورم أو إفرازات من الشق الجراحي

متى لا يُنصح بالجراحة بالمنظار؟

رغم أن جراحة المنظار توفر فوائد كبيرة إلا أنها قد لا تناسب بعض الحالات، التي قد يوصي فيها الطبيب بتجنب المنظار، مثل: 

  •  وجود التصاقات داخلية شديدة  

إذا كنت قد خضعت لعدة عمليات جراحية سابقة في البطن، فقد يكون هناك أنسجة ندبية داخلية (التصاقات) تجعل من الصعب – بل وخطر – إدخال أدوات المنظار أو رؤية الأعضاء بوضوح. في هذه الحالة، قد يفضل الجراح إجراء جراحة مفتوحة أكثر أمانًا وتحكمًا. 

  • السمنة الشديدة 

عادةً ما تكون جراحة المنظار ممكنة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، بل وتُستخدم في جراحات إنقاص الوزن. ولكن في حالات السمنة المفرطة، قد تُعيق الطبقات الزائدة من الأنسجة رؤية الأعضاء الداخلية أو التعامل مع الأدوات الجراحية بأمان. القرار هنا يعتمد على نوع الجراحة، الحالة الصحية العامة، وخبرة الجراح. 

  • النزيف غير المسيطر عليه أو اضطرابات النزيف 

الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في تخثر الدم أو من نزيف داخلي نشط قد لا يكونون مرشحين مثاليين للمنظار. فهذه الجراحة تعتمد على رؤية واضحة ومجال جراحي خالٍ من النزيف. في حال كان النزيف كثيفًا أو غير متوقع، توفر الجراحة المفتوحة وصولًا أسرع وتحكمًا أكبر. 

  • العدوى المنتشرة أو الحالات الطارئة 

في الحالات الحرجة مثل العدوى الشديدة داخل البطن (التهاب الصفاق) أو الإصابات الناتجة عن الحوادث، قد يتجاوز الأطباء المنظار ويتوجهون مباشرة للجراحة المفتوحة، لأنها توفر وصولًا أسرع ورؤية أفضل في حالات الطوارئ. 

  • وجود أورام أو كتل كبيرة جدًا 

إذا كان المريض يعاني من ورم أو كتلة كبيرة، فقد يصعب إزالتها من خلال شق صغير. في بعض الأحيان، قد يبدأ الجراح بالإجراء عن طريق المنظار، ثم يتحول إلى الجراحة المفتوحة لضمان إزالة الورم أو معالجة المنطقة بشكل كامل. 

  • أمراض قلبية أو تنفسية شديدة 

يُستخدم غاز ثاني أكسيد الكربون في المنظار لنفخ البطن وخلق مساحة للعمل. لكن هذا الضغط الإضافي قد يُجهد القلب أو الرئتين لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية أو رئوية خطيرة. في مثل هذه الحالات، قد يُوصي الطبيب بجراحة مفتوحة أو خيارات علاجية أخرى أقل إجهادًا للجسم.

الخاتمة

لقد غيّرت الجراحة بالمنظار الطريقة التي نعالج بها الحالات المرضية، حيث أصبحت خيارًا أكثر أمانًا وأقل تدخلًا من الجراحة التقليدية. في مستشفى ريم في أبوظبي، نلتزم بتقديم رعاية طبية رفيعة المستوى باستخدام أحدث التقنيات ونهج يركز على المريض. 

من التحضير قبل العملية إلى التعافي بعد الجراحة، نحن معك في كل خطوة لضمان تجربة علاجية ناجحة وآمنة. 

إذا كنت تعاني من أعراض أو تفكر في إجراء عملية تنظير البطن، ندعوك لحجز استشارة مع أطبائنا المتخصصين. فبفضل التدخل المبكر والرعاية الجراحية الحديثة، يمكنك العودة إلى حياتك بثقة وراحة.

مشاركه فى:

كتب بواسطة
د.رهف وجدي

كاتب محتوى طبي

الدكتورة رهف وجدي هي أخصائية أشعة نووية مصرية ومنشئة محتوى طبي تدمج خبرتها السريرية مع الإبداع الرقمي. تتمتع بخبرة تزيد عن خمس سنوات في كتابة المحتوى الطبي باللغتين العربية والإنجليزية، وهي مكرسة لتبسيط المعلومات الطبية المعقدة وجعلها في متناول جمهور...

تواصل معنا

الموقع