حكّة الجلد، والتي تُعرف طبيًا باسم الحِكاك، هي حالة شائعة تتراوح ما بين انزعاج بسيط إلى اضطراب كبير في نمط الحياة اليومي. وبينما يُعد الشعور بالحكة بين الحين والآخر أمرًا طبيعيًا، فإن الحكة المستمرة أو الشديدة قد تكون مؤشرًا على وجود مشكلة صحية كامنة. لذلك، فإن فهم الأسباب المختلفة والعلاجات المتاحة ضروري للإدارة الفعالة للحالة.

فهم حكة الجلد (الحِكاك)

يشير الحِكاك إلى الإحساس المزعج الذي يثير الرغبة في الحكّ. يمكن أن يكون موضعيًا (في منطقة واحدة) أو منتشرًا في أنحاء الجسم، وقد يحدث مع أو بدون تغيّرات مرئية على الجلد. إن تحديد السبب الجذري ضروري لاختيار العلاج المناسب.

الأسباب الشائعة لحكة الجلد

1. جفاف الجلد 

يُعد جفاف الجلد من أكثر الأسباب شيوعًا للحكة، خاصةً في المناخات الجافة أو خلال فصل الشتاء. وتشمل العوامل التي تسهم في جفاف الجلد:

  • انخفاض نسبة الرطوبة في الهواء 
  • الاستحمام بالماء الساخن لفترات طويلة 
  • استخدام الصابون أو المنظفات القاسية

2. الأمراض الجلدية

هناك العديد من الحالات الجلدية التي تسبب الحكة، منها:

  • الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي): وتتميز ببقع حمراء ملتهبة ومثيرة للحكة. 
  • الصدفية: تؤدي إلى ظهور لويحات سميكة ومتقشرة وقد تسبب الحكة. 
  • التهاب الجلد التماسي: سواء من النوع التحسسي أو المهيج، يسبب احمرارًا وحكة عند التعرّض لمواد معينة.

3. الحساسية

يمكن أن تنتج الحكة عن التعرض لمُسببات الحساسية مثل:

  • حبوب اللقاح 
  • وبر الحيوانات الأليفة 
  • بعض الأطعمة 
  • لسعات أو لدغات الحشرات

4. العدوى

  • العدوى الفطرية مثل القدم الرياضي وعدوى الخميرة قد تسبب حكة موضعية. 
  • العدوى البكتيرية أو الفيروسية قد تؤدي أيضًا إلى الحِكاك في بعض الحالات.

5. أمراض جهازية (داخلية)

يمكن أن تكون الحكة عرضًا لمشكلة صحية داخلية:

الحالة كيف تسبب حكة الجلد الأعراض المصاحبة 
أمراض الكبد عندما لا يستطيع الكبد معالجة العصارة الصفراوية بشكل جيد، تتراكم أملاح الصفراء في الدم وتترسب في الجلد، مما يهيّج النهايات العصبية ويسبب حكة عميقة ومزعجة – غالبًا بدون طفح جلدي. – التعب
– اصفرار الجلد أو العينين (اليرقان)
– انتفاخ
– تغيرات غير مبررة في الوزن 
أمراض الكلى فشل الكلى يؤدي إلى تراكم السموم والفضلات في الجسم، ما يسبب تهيج الجلد حتى دون وجود طفح. – التعب
– تورم في القدمين أو الساقين
– تغيّرات في عادات التبول 
اضطرابات الغدة الدرقية – قصور الغدة الدرقية يبطئ عملية الأيض، مما يؤدي إلى جفاف الجلد وتقشره وبالتالي الحكة.
– فرط نشاط الغدة الدرقية يزيد من تدفق الدم والتعرق، مما قد يهيج الجلد ويسبب الحكة أو الطفح. 
– التعب
– تغيرات في الوزن
– الشعور بالبرد (في حالة قصور الغدة الدرقية) أو الحرارة الزائدة (فرط نشاط الغدة الدرقية)
– سقوط الشعر
– حساسية الجلد أو احمراره 
السكري ارتفاع سكر الدم يسحب الرطوبة من الجلد، مما يؤدي إلى الجفاف والحكة، خصوصًا في الساقين والذراعين وفروة الرأس. كما أن ضعف الدورة الدموية وبطء شفاء الجروح والعدوى الفطرية (مثل تحت الثديين أو بين الأصابع) كلها تساهم في الشعور بالحكة. – جفاف وتشقق الجلد
– عدوى فطرية في المناطق الرطبة
– بطء التئام الجروح
– حكة بدون سبب واضح 

6. التغيرات الهرمونية

التقلبات الهرمونية أثناء الحمل أو الحيض أو سن اليأس يمكن أن تؤدي إلى جفاف الجلد والحكة.

7. الأدوية

بعض الأدوية، مثل المضادات الحيوية ومضادات الفطريات، قد تسبب ردود فعل تحسسية أو جفاف الجلد، مما يؤدي إلى الشعور بالحكة.

حالات خاصة من حكة الجلد:

الأسباب المحتملة لحكة الجلد الحالة 
• جفاف الهواء داخل المنزل 
• التعرق الليلي 
• عث الغبار أو المواد المسببة للحساسية في الفراش 
حكة الجلد في الصباح 
• جفاف الجلد 
• الحساسية 
• البقّ أو العث 
• عوامل نفسية مثل التوتر 
حكة الجلد ليلًا 
• الطقس البارد 
• انخفاض الرطوبة 
• التدفئة الداخلية الجافة 
حكة الجلد في الشتاء 
• تهيج الجلد نتيجة شفرة الحلاقة 
• نمو الشعر تحت الجلد 
• التهاب بصيلات الشعر  
حكة الجلد بعد الحلاقة 
• تراكم العرق 
• العدوى الفطرية 
• ردود فعل تحسسية تجاه الأقمشة أو المنظفات 
بين الثديين 
• الإكزيما خلف الركبة 
• التهاب الجلد الدهني 
• ردود فعل تحسسية (تجاه الحلق أو منتجات الشعر) 
خلف الأذنين 
• القدم الرياضي (عدوى فطرية) 
• داء السكري 
• الرطوبة الزائدة 
• سوء النظافة الشخصية 
بين أصابع القدم 
• العدوى الفطرية 
• الملابس الضيقة 
• سوء النظافة 
منطقة الفخذ 
• الشرى (الأرتيكاريا) 
• لدغات الحشرات 
• ردود فعل تحسسية 
الجلد مع ظهور نتوءات 
• التغيرات الهرمونية وتمدد الجلد (خصوصًا في البطن والثديين) قد تؤدي إلى الحكة 
• الركود الصفراوي في الحمل (حكة شديدة بدون طفح جلدي): تحدث غالبًا في الثلث الأول 
• الطفح متعدد الأشكال للحمل : نتوءات حمراء مثيرة للحكة، تظهر غالبًا في الثلث الثالث 
أثناء الحمل 
• انخفاض هرمون الإستروجين يؤدي إلى انخفاض رطوبة الجلد وبالتالي يسبب جفاف وحكة في سن اليأس 

نصائح للوقاية: كيف تمنع حكة الجلد قبل أن تبدأ

  1. الحفاظ على الترطيب: اشرب كمية كافية من الماء، خاصةً إذا كنت تعاني من حكة الجلد صباحًا أو أثناء الحمل. 
  2. إدارة مستوى السكر في الدم: لمرضى السكري، الحفاظ على مستوى السكر ضمن المعدلات الطبيعية يساعد في تقليل الحكة. 
  3. موازنة الهرمونات: خلال فترات التغيرات الهرمونية مثل سن اليأس أو الحمل أو اضطرابات الغدة الدرقية، احرص على روتين العناية بالبشرة الخاص بك وراجع الطبيب إذا استمرت الأعراض. 
  4. تجنّب المسببات: سواء كانت عطورًا أو أقمشة معينة أو توترًا نفسيًا، تحديد المسبب الشخصي للحكة وتجنبه يمنع حدوث النوبات. 
  5. الحفاظ على النظافة الشخصية: حافظ على نظافة وجفاف ثنيات الجلد (مثل تحت الثديين أو بين الأصابع) لتفادي الالتهابات الفطرية. 
  6. نظافة النوم: استخدم أغطية سرير مقاومة للحساسية إذا كنت تستيقظ بحكة صباحية، واغسل الملاءات بانتظام. 
  7. استخدام مرطّب للبشرة: للوقاية من الجفاف الذي يؤدي إلى الحكة.

العلاجات الفعالة لحكة الجلد

  1. الترطيب المنتظم
    استخدم مرطبات خالية من العطور ومُوصى بها من قبل أطباء الجلد، وتحتوي على مكونات مثل السيراميدات، والجليسرين، وزبدة الشيا. ضع المرطب مباشرة بعد الاستحمام للاحتفاظ برطوبة الجلد وتقليل الحكة الناتجة عن الجفاف، خصوصًا في المواسم الباردة التي تكثر فيها حالات حكة الجلد في الشتاء.
  2. مضادات الهيستامين
    (فئة من الأدوية تقوم بحجب الهيستامين، وهو الوسيط الكيميائي المسبب للحساسية والحكة)
    تحت إشراف طبي، يمكن أن تساعد مضادات الهيستامين الفموية في تخفيف أعراض حكة الجلد التحسسية، خاصة في حالات الشرى، أو التحسس من حبوب اللقاح، أو الإحساس الغامض بالحكة في جميع أنحاء الجسم بسبب المهيجات.
  3. مضادات الفطريات والبكتيريا
    في حالات الحكة الناتجة عن العدوى الفطرية مثل الحكة بين أصابع القدم، أو في منطقة الفخذ، أو بين الثديين، تكون الكريمات المضادة للفطريات مثل الكلوتريمازول أو التيربينافين فعالة.
    في حال وجود التهابات بكتيرية أو التهاب بصيلات الشعر (مثل الحكة بعد الحلاقة)، قد تكون هناك حاجة إلى مراهم مضادة للبكتيريا.
  4. العلاجات المنزلية لتخفيف حكة الجلد
    العلاجات الطبيعية المستخدمة في تخفيف الحكة تشمل:
    • حمامات الشوفان: الشوفان الغروي يحتوي على خصائص مضادة للالتهابات تهدئ البشرة المتهيجة. 
    • جل الألوفيرا: يبرد البشرة طبيعيًا، ويخفف التهيج، ويسرّع عملية التئام الجلد. 
    • زيت جوز الهند: غني بالأحماض الدهنية وخصائص مضادة للميكروبات، يرطب البشرة الجافة ويقلل الحكة. 
    • الكمادات باردة: مفيدة جدًا لحالات مثل النتوءات المسببة للحكة، أو الحكة خلف الأذنين، وغيرها من المناطق المحددة. 
    • استخدم جهاز ترطيب الجو للتغلب على الهواء الداخلي الجاف. 
    • تجنب الاستحمام بالماء الساخن، واستبدله بماء دافئ. 
    • استخدم منتجات لطيفة وخالية من مسببات الحساسية للعناية بالبشرة والغسيل. 
    • ارتدِ أقمشة قطنية قابلة للتهوية.

متى يجب زيارة الطبيب بشأن حكة الجلد؟

من المهم عدم تجاهل الحكة المستمرة أو الشديدة، خاصةً إذا لاحظت:

  • استمرار الحكة لأكثر من أسبوعين 
  • ظهور أعراض مصاحبة مثل الطفح الجلدي، الانتفاخ، الصداع، التعب، أو تغيرات غير مبررة في الوزن 
  • تفاقم الحكة ليلًا أو تأثيرها على النوم  
  • الحكة في أماكن غير معتادة مثل خلف الركبة، خلف الأذن، أو بين أصابع القدم 
  • حكة مصاحبة لأعراض مشاكل في الكبد أو الكلى مثل اصفرار العين أو الجلد، أو تورم القدمين أو الساقين

بعض الحالات مثل سرطان الجلد المصاحب للحكة، أو الحكة الناتجة عن أمراض الكلى أو السكري أو اضطرابات المرارة، تتطلب تقييمًا طبيًا دقيقًا وتحاليل مخبرية ضمن نهج متعدد التخصصات بين طبيب الجلدية والطبيب المتخصص بالحالة الأصلية المسببة للحكة.

الخلاصة

لا داعي لأن تعاني بصمت من حكة الجلد غير المبررة. فمع وجود العديد من الأسباب والعلاجات الممكنة — من الترطيب البسيط إلى التدخلات الطبية — يمكنك استعادة الراحة والسيطرة على حالتك.
إذا كانت الحكة تؤثر على نومك، أو حالتك النفسية، أو جودة حياتك، فلا تتردد في استشارة طبيب الجلدية أو مقدم الرعاية الصحية الخاص بك.

مشاركه فى:

كتب بواسطة
د.رهف وجدي

كاتب محتوى طبي

الدكتورة رهف وجدي هي أخصائية أشعة نووية مصرية ومنشئة محتوى طبي تدمج خبرتها السريرية مع الإبداع الرقمي. تتمتع بخبرة تزيد عن خمس سنوات في كتابة المحتوى الطبي باللغتين العربية والإنجليزية، وهي مكرسة لتبسيط المعلومات الطبية المعقدة وجعلها في متناول جمهور...

تواصل معنا

الموقع