المقدمة

اليوهمبين هو نبات قلويد شبه قلوي يُستخرج من لحاء شجرة Pausinystalia yohimbe (المعروفة باسم اليوهمب). يتم تسويقه من أجل الصحة الجنسية، فقدان الدهون، وتحسين الأداء الرياضي. ومع ذلك، فإن مستوى الأمان والقيود التنظيمية يختلف من دولة إلى أخرى.
في هذا المقال سنتناول: ما هو اليوهمبين، كيف يعمل، متى قد يكون مفيدًا أو غير مفيد، أهم المخاطر المرتبطة به، وأهم الأسئلة التي ينبغي طرحها على طبيبك قبل التفكير في استخدامه.

معلومة أساسية: كمية اليوهمبين في المنتجات المتوفرة بدون وصفة طبية التي تحتوي على مستخلص لحاء اليوهمب قد تختلف بشكل كبير (بما في ذلك تركيزات غير صحيحة مكتوبة على الملصق)، مما يجعل التأثيرات والمخاطر غير متوقعة. في إحدى الدراسات التي شملت 49 منتجًا في الولايات المتحدة، وُجد أن المحتوى المكتوب على الملصق غالبًا لا يتطابق مع ما هو بداخل العبوة، وكثير منها لم يذكر الآثار الجانبية المحتملة.

اليوهمب مقابل اليوهمبين: ما الفرق؟

  • اليوهمب يشير إلى لحاء الشجرة.
  • اليوهمبين هو المركب الكيميائي النشط المستخرج من هذا اللحاء، وأحيانًا يتم تصنيعه صناعيًا.
  • المكملات الغذائية قد تذكر أيًا من المصطلحين، لكن مستوى النقاء والجرعة يختلفان كثيرًا بين المنتجات التجارية، مما يجعل الأمان والفعالية غير متوقعين.

لحاء اليوهمب

اُستخدم اللحاء الخام لشجرة اليوهمبي في الطب التقليدي الإفريقي لقرون طويلة. أما في المنتجات الحديثة:

  • محتوى اليوهمبين قد يكون متغير مما يؤدي إلى جرعات غير موثوقة.
  • يحتوي اللحاء على قلويدات أخرى قد تزيد من الآثار الجانبية.
  • العديد من الدول تفرض قيودًا على استخدام اليوهمب/اليوهمبين في الأطعمة والمكملات الغذائية؛ على سبيل المثال:
    • كندا تصنف اليوهمبين كدواء يستلزم وصفة طبية، وأصدرت تحذيرات عامة بشأنه.
    • في بعض دول الاتحاد الأوروبي لا يُسمح باستخدام اليوهمب في المكملات الغذائية.

كيف يعمل اليوهمبين؟

يعمل اليوهمبين بشكل أساسي من خلال حجب مستقبلات ألفا-2 الأدرينالية. هذا الإجراء يؤدي إلى زيادة إفراز النورأدرينالين، وهو ناقل عصبي يرفع معدل ضربات القلب وضغط الدم والدورة الدموية. كما يقلل من كبح الخلايا الدهنية، مما يعزز عملية تحلل الدهون (Lipolysis)، وهو أحد أسباب تسويقه كعامل مساعد على فقدان الدهون (رغم أن فقدان الوزن الفعلي يعتمد على النظام الغذائي وممارسة الرياضة).

الفوائد المحتملة لليوهمبين

أ. علاج ضعف الانتصاب (ED)

  • تشير بعض الدراسات إلى فائدة محدودة في حالات الضعف الجنسي الخفيف إلى المتوسط (خصوصًا عند وجود عوامل نفسية). لكنه ليس العلاج الأول المعتمد حاليًا.
  • بعض المنتجات تجمع بين اليوهمبين والأرجنين  L-Arginine؛ وتشير دراسات صغيرة إلى احتمال وجود تأثير تكاملي، لكن جودة الأدلة محدودة ويُنصح بالإشراف الطبي.

ب. فقدان الدهون والاستخدام الرياضي

  • قد يساعد على زيادة حرق الدهون (خصوصًا عند تناوله أثناء الصيام)، لكن الأدلة السريرية على فقدان الوزن متباينة وضعيفة.
  • غالبًا ما تفوق الآثار الجانبية المنبهة الفوائد عند كثير من المستخدمين.

ج. المزاج والطاقة

  • قد يزيد من اليقظة والانتباه، ولكن الإفراط في التحفيز شائع (مثل التوتر، القلق، وخفقان القلب).

فوائد اليوهمبين للنساء

الأدلة العلمية محدودة. التأثيرات المحتملة (زيادة الطاقة واليقظة وتحفيز حرق الدهون) تشبه تلك لدى الرجال، لكن المخاطر الصحية نفسها قائمة مثل القلق، ارتفاع ضغط الدم، وزيادة معدل ضربات القلب.

 يجب تجنبه تمامًا أثناء الحمل والرضاعة.
استشارة الطبيب ضرورية قبل التفكير في استخدامه.

المخاطر والآثار الجانبية

الأعراض الشائعة:

  • سرعة ضربات القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • القلق والتوتر والعصبية.
  • التعرق الزائد.
  • الدوخة والغثيان.

مضاعفات خطيرة (نادرة ولكن موثقة):

  • نوبات ارتفاع ضغط الدم الخطيرة / اضطرابات نظم القلب / التشنجات.
  • إصابة حادة في الكلى أو فشل كلوي (تم توثيقها في تقارير طبية).
  • نزيف دماغي بعد تناول جرعة واحدة (حالة موثقة).
  • حالات وفاة ناتجة عن جرعة زائدة.

لماذا المخاطر غير متوقعة؟

  • لأن منتجات اليوهمبين المتاحة بدون وصفة طبية غالبًا تحتوي على جرعات غير دقيقة أو بتركيز دوائي قوي.
  • قد تكون ممزوجة مع منشطات أخرى تزيد من حدة الآثار الجانبية.
رغم ندرة الحالات، فقد تم الإبلاغ عن فشل كلوي حاد مرتبط بتسمم اليوهمبين. الجرعات العالية والمكملات غير الخاضعة للرقابة تزيد الخطر بشكل كبير.
 الأشخاص المصابون بمشاكل سابقة في الكلى يجب أن يتجنبوا اليوهمبين تمامًا.
وأي شخص يلاحظ تغيرات في التبول أو ألمًا في الخاصرة بعد استخدامه يجب أن يطلب المساعدة الطبية الفورية.  

اليوهمبين والتأثيرات النفسية

بسبب دوره في زيادة النورأدرينالين، قد يؤدي اليوهمبين إلى زيادة القلق، إثارة نوبات الهلع، أو تفاقم بعض الاضطرابات النفسية مثل الهوس والذهان.
لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق، الاضطراب ثنائي القطب، اضطراب ما بعد الصدمة، أو الاكتئاب الشديد تجنّب استخدامه.

اليوهمبين والتداخلات الدوائية

قد يتداخل اليوهمبين مع عدة أدوية، منها:

  • أدوية ضغط الدم / محفزات مستقبلات α2 (مثل كلونيدين):
    يمكن لليوهمبين أن يعاكس تأثيرها ويرفع ضغط الدم. 

لا يُستخدم مع هذه الأدوية إلا تحت إشراف طبي مباشر.

  • المنشطات (مثل الكافيين، الأمفيتامينات، ومكملات ما قبل التمرين):
    تسبب تحفيزًا مضاعفًا مما يزيد خطر تسارع ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم، القلق أو نوبات الهلع.
  • مضادات الاكتئاب:
    التداخلات معقدة:
    • مع مثبطات الأكسيداز أحادي الأمين (MAOI) أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: الخطر مرتفع (قد يسبب ارتفاع ضغط الدم أو آثار متعاكسة).
    • مع مثبطات استرداد السيرتونين الانتقائية SSRIs: الأدلة متباينة؛ بعض الدراسات الصغيرة أضافت اليوهمبين إلى SSRIs، لكن لا يُنصح بذلك إلا تحت إشراف متخصص.
  • مضادات التخثر / مضادات الصفائح (مُسيّلات الدم):
    هناك تحذيرات من احتمال زيادة خطر النزيف، رغم أن الأدلة محدودة.  يجب تجنّبه إلا بموافقة الطبيب.

اليوهمبين في مشروبات الطاقة ومكملات ما قبل التمرين

أحيانًا تتم إضافة اليوهمبين مع الكافيين. هذه التركيبة تزيد خطر:

  • التحفيز المفرط.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • خفقان القلب.
  • القلق والتوتر.

 خطورة هذه التوليفة تزداد خصوصًا عند عدم معرفة الجرعات الدقيقة الموجودة في المنتجات.

اليوهمبين والأرجنين  L-Arginine

من الناحية النظرية، قد يكون هناك تكامل بينهما: إذ يساهم الأرجنين في تحسين الدورة الدموية، بينما يعمل اليوهمبين عبر تنشيط الجهاز العصبي السمبثاوي. لكن الأدلة السريرية محدودة جدًا، ويُنصح باستخدام هذه التركيبة فقط تحت إشراف طبي بسبب مخاطر ارتفاع ضغط الدم وتسارع ضربات القلب والتداخلات المحتملة.

جرعة اليوهمبين

  • الدراسات السريرية استخدمت عادة 5–20 ملغ تحت إشراف طبي مباشر.
  • المكملات التجارية قد تحتوي على كميات أكبر أو أقل بكثير مما هو مكتوب على الملصق.
  •  لا يُنصح بتناوله قبل النوم لأنه قد يسبب الأرق، أحلامًا مزعجة، أو قلة راحة.
  • الجرعة الزائدة تزيد بشكل كبير خطر حدوث آثار جانبية خطيرة.

الجرعة الزائدة / الرعاية الطارئة

إذا ظهرت أعراض شديدة (مثل ارتفاع ضغط الدم بشكل خطير، تسارع شديد في ضربات القلب، هياج شديد، أو تشنجات):
اطلب الرعاية الطبية الطارئة فورًا.
الرعاية في المستشفى قد تشمل:

  • الفحم النشط إذا كان تناول الجرعة حديثًا.
  • البنزوديازيبينات للتحكم في الهياج أو التشنجات.
  • محفزات α2 مثل الكلونيدين لمواجهة فرط نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي.
  • السوائل الوريدية والمراقبة المستمرة للقلب والدورة الدموية.

هل يجب أن تجرب اليوهمبين؟

  • اليوهمبين ليس مكملًا عامًا للصحة، بل هو مركب عالي المخاطر قد يفيد بعض الحالات المحددة (مثل الضعف الجنسي النفسي الخفيف).
  • لكنه ليس الخيار الأول ولا يناسب الكثيرين.
  • فيما يخص فقدان الوزن، زيادة الطاقة، أو الصحة الجنسية: هناك بدائل أكثر أمانًا وموثوقة علميًا.

 إذا كنت تفكر فيه، يجب أن يكون بوصفة طبية وتحت مراقبة طبيب، خصوصًا مع اختلاف جودة المنتجات ومخاطر التداخلات الدوائية.

ما الذي يجب أن تسأل طبيبك عنه؟

  1. هل اليوهمبين مناسب لحالتي الصحية الخاصة؟ (إذا كان ضعف الانتصاب، هل جربت العلاجات الأساسية أولًا؟)
  2. ما هي الجرعة والعلامة التجارية (إن وجدت) التي تعتبر آمنة؟ (مع الأخذ في الاعتبار تفاوت جودة المنتجات).
  3. هل أدوِيتي أو حالاتي الصحية تجعله غير آمن؟ (مثل أدوية ضغط الدم، الكلونيدين، مضادات الاكتئاب، مميعات الدم؛ أو حالات القلق، أمراض القلب/الكلى/الكبد، الحمل والرضاعة).
  4. ما هي الأعراض الجانبية التي يجب مراقبتها، ومتى يجب التوقف؟ (مثل خفقان القلب، القلق الشديد، ارتفاع ضغط الدم بشكل خطير، أو الأعراض العصبية).
  5. هل هناك بدائل أكثر أمانًا تحقق أهدافي؟ (مثل العلاجات الموجّهة للضعف الجنسي، أو برامج فقدان الوزن المنظمة).

الخلاصة

اليوهمبين ولحاء اليوهمب لهما تاريخ مثير للاهتمام وبعض الفوائد المحتملة، لكن مخاطرهما تجعل منهما خيارًا بعيدًا عن أن يكون العلاج الأول.
إذا فكرت في استخدامه، فليكن ذلك بحذر شديد وتحت إشراف طبيب مختص. طبيبك سيساعدك على موازنة الفوائد المحتملة مقابل المخاطر الحقيقية، وقد يوجهك نحو بدائل أكثر أمانًا وفعالية.

مشاركه فى:

كتب بواسطة
د.رهف وجدي

كاتب محتوى طبي

الدكتورة رهف وجدي هي أخصائية أشعة نووية مصرية ومنشئة محتوى طبي تدمج خبرتها السريرية مع الإبداع الرقمي. تتمتع بخبرة تزيد عن خمس سنوات في كتابة المحتوى الطبي باللغتين العربية والإنجليزية، وهي مكرسة لتبسيط المعلومات الطبية المعقدة وجعلها في متناول جمهور...

تمت مراجعته طبيا من قبل
د. ماريا خان

استشاري طب الأسرة

حصلت دكتور ماريا خان، استشاري طب الأسرة، على بكالوريوس الطب والجراحة، وعضوية الكلية الملكية للممارسين العامين، وشهادة إتمام التدريب على التخصص (المملكة المتحدة)، وأكملت شهادتها الطبية في ديسمبر 2007 وأكملت تدريبها كطبيبة في طب الأسرة في أقسام الطب العام والجراحة،...

تواصل معنا

الموقع