الكي بالترددات الراديوية لعلاج الآم الظهر والرقبة المزمنة
يتكوّن العمود الفقري من عدة فقرات عظمية فوق بعضها البعض، وتفصل بينها أقراص غضروفية تعمل كوسائد لامتصاص الصدمات. مع مرور الوقت، قد تتعرض هذه الأقراص والمفاصل بين الفقرات للتآكل، مما يؤدي إلى الشعور بآلام في الظهر أو الرقبة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الضغط المستمر على الفقرات قد يسبب بروز الأقراص، مما يضغط على الأعصاب أو
الأعضاء المجاورة، ويؤدي إلى آلام قد تمتد إلى مناطق أخرى مثل الجزء الخلفي من الساقين. وغالبًا ما يُوصف هذا النوع
من الألم كألم خفيف مصحوب بتيبّس. يُعد الألم في أسفل الظهر من أكثر الحالات شيوعًا، وغالبًا ما يمتد على طول الجزء الخلفي من الفخذين وصولًا إلى مفصل الركبة، بينما قد يمتد الألم الناتج عن مفاصل الرقبة السفلية (الفقرات العنقية) إلى ما بين لوحي الكتف أو إلى مفصل الكتف نفسه. كما أن الألم الناتج عن المفاصل العلوية في الرقبة قد يتسبب بحدوث صداع.
الكي بالترددات الراديوية هو إجراء شائع الاستخدام لعلاج آلام الظهر والرقبة المزمنة. ويُعرف أيضًا باسم الكيّ الحراري
بالترددات الراديوية أو استئصال الأعصاب بالترددات الراديوية، ويُعد فعالًا بشكل خاص في علاج الآلام الناتجة عن التهاب مفاصل العمود الفقري. يُعد هذا الإجراء خيارًا آمنًا، غير جراحي، وطفيف التوغل لمن يعانون من آلام مزمنة في الظهر أو الرقبة، ويُستخدم في عدة تخصصات طبية أخرى مثل الأمراض الجلدية وعلاج الألم.
مزايا إجراء العلاج بالترددات الراديوية :
- لا حاجة للإقامة في المستشفى أو لفترة تأهيل طويلة.
- يمكن استئناف معظم الأنشطة اليومية بعد وقت قصير من الإجراء.
- تقليل الألم يؤدي إلى تحسن الأداء اليومي وتقليل الاعتماد على الأدوية.
- يوفر راحة طويلة الأمد من الألم مع مضاعفات أقل.
- يحسّن الوظائف العامة للفرد وجودة حياته.
كيف يعمل الكي بالترددات الراديوية على تقليل آلام الظهر والرقبة؟
الترددات الراديوية هي تقنية طبية تعتمد على استخدام الطاقة الكهربائية لتوليد حرارة يتم توجيهها بعناية إلى أنسجة معينة في الجسم. وقد أثبتت فعاليتها في علاج مجموعة واسعة من الحالات، ما يجعلها خيارًا شائعًا في العديد من التخصصات الطبية.
يتم نقل إشارات الألم من المفاصل بين الفقرات إلى الدماغ عبر أعصاب محددة، وهي التي يستهدفها هذا النوع من العلاج. يُستخدم التوجيه بالأشعة السينية لوضع الإبر الخاصة بدقة بجوار هذه الأعصاب، ويتم تمرير تيار كهربائي بتردد راديوي عبر الإبرة لتوليد حرارة تُعطل وظيفة الأعصاب في نقل إشارات الألم، مما يخفف الألم بشكل كبير.
يُعتبر العلاج بالترددات الراديوية إجراءً بسيطًا يُجرى في نفس اليوم تحت التخدير الموضعي، ويوفر راحة طويلة الأمد.
لماذا يُجرى العلاج بالترددات الراديوية؟
تُستخدم هذه التقنية لتحقيق أهداف علاجية محددة، مثل استئصال الأنسجة، تقليل حجم الآفات، تأخير أو تجنّب الجراحة، .أو لأغراض تجميلية. وتُستخدم لعلاج حالات مثل الألم المزمن، الأورام وشيخوخة الجلد
الفرق بين الكيّ بالترددات الراديوية وجراحة القطع الانتقائي للأعصاب الفقرية المعروف باسم ” ريزوتومي”
الريزوتومي / جراحة القطع الانتقائي للأعصاب الفقرية:
- هو إجراء جراحي يتم فيه قطع أو إتلاف جذور الأعصاب الحسية بشكل انتقائي لمنع نقل إشارات الألم، ويُجرى عادةً عندما تكون الأعصاب المسؤولة عن الألم معلومة.
- خلال العملية، يمكن للجراح قطع، إزالة، أو استخدام الحرارة لتدمير الأعصاب عند جذورها حيث تخرج من الحبل الشوكي.
- يُعد أكثر توغلًا من العلاج بالترددات الراديوية، لأنه يتطلب شقًا جراحيًا وقد يتضمن تدخلًا أعمق في الأنسجة.
العلاج بالترددات الراديوية:
- هو إجراء غير جراحي، حيث يتم إدخال إبر خاصة بالقرب من الأعصاب المؤلمة باستخدام التصوير الشعاعي لتوجيهها بدقة.
- تولد الإبر حرارة تؤثر على الأعصاب المستهدفة وتقلل من وظيفتها في نقل إشارات الألم.
- يتم عبر ثقوب إبر صغيرة، مما يقلل من تلف الأنسجة ويسرّع عملية الشفاء مقارنة بالريزوتومي.
أنواع العلاج بالترددات الراديوية:
- الكيّ بالترددات الراديوية : يُستخدم لتدمير أو تقليص الأنسجة غير الطبيعية مثل الأورام أو لقطع إشارات الألم في حالات الألم المزمن.
- شد الجلد بالترددات الراديوية: يُستخدم في الأمراض الجلدية لتحفيز إنتاج الكولاجين وشد الجلد وتقليل التجاعيد كحل غير جراحي لتجديد البشرة.
من يمكنه الاستفادة من العلاج بالترددات الراديوية؟
يعتمد التأهل للعلاج على الحالة الطبية. سيقوم جرّاح العظام المختص بتقييم الحالة بناءً على الصحة العامة والتاريخ المرضي ومدى ملائمة العلاج.
التحضير لإجراء العلاج بالترددات الراديوية:
- الاستشارة الطبية: مناقشة التاريخ الصحي، الأدوية الحالية، وتوقعات العلاج.
- التحاليل: قد تُطلب تحاليل دم أو صور إشعاعية لتقييم الحالة.
- تعديل الأدوية: قد يُطلب تعديل بعض الأدوية مثل مميعات الدم لتقليل المخاطر.
خطوات الإجراء العلاج بالترددات الراديوية :
- التخدير: يُستخدم تخدير موضعي أو تهدئة لضمان الراحة.
- وضع الأقطاب: يتم إدخال أقطاب مخصصة بهذا الإجراء بالقرب من الأنسجة المستهدفة والتصوير عن طريق الأشعة لتوجيه تلك الأقطاب.
- تطبيق التردد الراديوي: يتم تمرير التيار الراديوي لتسخين النسيج وتثبيط الأعصاب المسئولة عن الألم.
- المتابعة: متابعة العلامات الحيوية وعلاجها حسب الحاجة.
- تأكيد نجاح الإجراء: قد تُطلب اختبارات متابعة أو صور شعاعية لتقييم النتائج.
المخاطر والمضاعفات:
- العدوى في مكان إدخال الإبرة
- النزيف (خصوصًا مع عدم ضبط أدوية سيولة الدم)
- حروق جلدية بسبب الحرارة الزائدة
- شعور مؤقت بعدم الارتياح في مكان الإبرة
التعافي بعد الإجراء:
- قد يُنصح المرضى بتحديد مواعيد متابعة لتقييم التقدم ومعالجة أي آثار جانبية.
- يشعر بعض المرضى بالراحة مباشرة، بينما قد تتطلب حالات أخرى جلسات متعددة.
- يُمكن استخدام أدوية مسكنة مؤقتة بعد الإجراء.
- يُنصح بتجنّب الأنشطة الشاقة لفترة محدودة بعد الإجراء لضمان الشفاء.
الخلاصة:
- يمكن أن يؤثر الألم المزمن في الظهر والرقبة على أكثر من مجرد الجسد، فهو يستنزف الطاقة، يشتت التركيز ويقلل من جودة الحياة. لكن العلاج بالترددات الراديويةيفتح باباً للحل. قد لا يكون الخيار المناسب للجميع، لكنه بالنسبة للكثيرين يُحدث فرقاً حقيقياً ويوفر راحة طويلة الأمد دون جراحة أو فترة نقاهة طويلة.
- في مستشفى ريم، نؤمن بأهمية تقديم خيارات علاجية فعالة وآمنة ومبنية على الأدلة العلمية، تتماشى مع نمط حياة كل مريض. إذا أصبح الألم جزءاً من يومك، فقد حان الوقت لاكتشاف ما إذا كان هذا الإجراء البسيط والفعال هو ما تحتاج إليه لتستعيد حياتك من جديد، لأن الحياة تكون أجمل حين لا يعيقك الألم.