أكتوبر 8, 2025
المقدمة
يؤثر الالتهاب الرئوي على أكثر من 450 مليون شخص سنويًا حول العالم ويتسبب في حوالي 4 ملايين حالة وفاة، مما يجعله أحد أبرز الأسباب المعدية للوفاة عالميًا. وعلى الرغم من خطورته، يخلط الكثيرون بين الالتهاب الرئوي وأمراض تنفسية أخرى تتشابه في الأعراض مثل التهاب الشعب الهوائية والسل.
في هذه المدونة، ستتعرف على:
ما هو الالتهاب الرئوي؟
الالتهاب الرئوي هو عدوى تصيب الرئتين تؤدي إلى التهاب الحويصلات الهوائية، التي قد تمتلئ بالسوائل أو القيح. هذا الأمر يعيق عملية التنفس، مسببًا أعراضًا مثل السعال، الحمى، ألم الصدر، وضيق التنفس. ويظل الالتهاب الرئوي تهديدًا صحيًا كبيرًا، خاصةً للأطفال الصغار، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.
أسباب الالتهاب الرئوي
يمكن أن يحدث الالتهاب الرئوي بسبب كائنات مختلفة، منها:
بمعنى أبسط: هذه أنواع مختلفة من البكتيريا التي يمكن أن تنتقل إلى الرئتين وتسبب التهابًا، مما يجعل التنفس صعبًا ويؤدي إلى أعراض مثل السعال، الحمى، وألم الصدر.
يمكن أيضًا تصنيف الالتهاب الرئوي حسب مكان الإصابة به:
نوع الالتهاب الرئوي | مكان الإصابة المعتاد |
المكتسب من المجتمع (CAP) | خارج المستشفيات أو مؤسسات الرعاية |
المكتسب من المستشفى (HAP) | أثناء الإقامة في المستشفى |
المرتبط بجهاز التنفس الصناعي (VAP) | لدى المرضى على أجهزة التنفس الصناعي |
أعراض الالتهاب الرئوي
تشمل الأعراض الشائعة السعال المستمر، الحمى، القشعريرة، ألم الصدر عند التنفس أو السعال، وصعوبة في التنفس.
العَرَض | التفاصيل |
السعال | غالبًا ينتج بلغمًا أصفر أو أخضر |
الحمى | ارتفاع في درجة الحرارة، قد يصاحبه تعرق أو قشعريرة |
ضيق التنفس | تنفس سريع وسطحي أو مؤلم |
ألم الصدر | ألم حاد أو طاعن عند التنفس أو السعال |
الضعف العام | تعب وفقدان الشهية |
قد يظهر لدى كبار السن ارتباك ذهني أو انخفاض في درجة حرارة الجسم، بينما قد يظهر لدى الرضع ميل للنوم المفرط أو صعوبة في الرضاعة.
الالتهاب الرئوي وأمراض الرئة الأخرى: ما الفرق؟
الالتهاب الرئوي مقابل التهاب الشعب الهوائية:
من السهل الخلط بين الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية، لأن كليهما يسبب السعال ويؤثر على الرئتين، لكنهما حالتان مختلفتان.
الميزة | الالتهاب الرئوي | التهاب الشعب الهوائية |
موقع العدوى | الحويصلات الهوائية العميقة داخل الرئتين | الشعب الهوائية (القنوات التي تنقل الهواء إلى الرئتين) |
السبب | البكتيريا، الفيروسات، الفطريات | غالبًا فيروسات، وأحيانًا بكتيريا أو مهيجات مثل الدخان |
بداية الأعراض | قد تكون مفاجئة أو تدريجية | غالبًا تتطور بعد نزلة برد أو إنفلونزا |
الأعراض الرئيسية | حمى مرتفعة، قشعريرة، سعال مصحوب ببلغم، ألم في الصدر، صعوبة التنفس | سعال مستمر (جاف أو مصحوب ببلغم)، حمى خفيفة، انزعاج في الصدر |
الشدة | قد تكون مهددة للحياة، خاصة لدى الأشخاص المعرضين للخطر | عادةً أخف، ونادرًا ما تهدد الحياة |
العلاج | مضادات حيوية (إذا كان السبب بكتيري)، مضادات فيروسية، رعاية بالمستشفى في الحالات الشديدة | غالبًا تزول من تلقاء نفسها، راحة، سوائل، وأحيانًا موسعات شعب أو مضادات حيوية |
وقت التعافي | من 1–3 أسابيع أو أكثر إذا كانت الحالة شديدة | عادةً خلال 1–2 أسبوع |
الالتهاب الرئوي مقابل السل (الدرن):
على الرغم من أن الالتهاب الرئوي والسل هما عدوى تصيب الرئتين، إلا أنهما يختلفان في السبب، وتطور المرض، والأعراض، والعلاج.
الميزة | الالتهاب الرئوي | السل (الدرن) |
السبب | عادةً تسببه البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات | تسببه بكتيريا المتفطرة السلية (Mycobacterium tuberculosis) |
بداية الأعراض | مفاجئة — تتطور خلال ساعات إلى أيام قليلة | بطيئة — تتطور خلال أسابيع أو أشهر |
طريقة الانتقال | تنتشر عبر الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس أو المخالطة المباشرة | تنتشر عبر الرذاذ المتطاير من السعال أو العطس أو الكلام |
الأعراض الشائعة | حمى مرتفعة، سعال مصحوب ببلغم، ألم في الصدر وضيق في التنفس | سعال مستمر (≥ 3 أسابيع)، سعال مصحوب بدم، فقدان وزن وتعرق ليلي |
العدوى | معدية، حسب السبب | شديدة العدوى في الحالة النشطة |
العلاج | دورة قصيرة من المضادات الحيوية/الفيروسية/الفطرية | مزيج من المضادات الحيوية على المدى الطويل (6–9 أشهر) |
مدة المرض | عادةً يزول خلال 1–3 أسابيع مع العلاج | يتطلب أشهرًا من العلاج؛ وقد يكون قاتلًا إذا لم يُعالج |
الوقاية | لقاحات المكورات الرئوية والإنفلونزا، والنظافة | لقاح BCG، وتجنب التعرض لحالات السل |
ما مدى خطورة الالتهاب الرئوي؟ وهل يمكن أن يكون مميتًا؟
نعم، يمكن أن يكون الالتهاب الرئوي مميتًا — خاصةً للأشخاص الأكثر عرضة للخطر مثل الرضّع، وكبار السن، والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة. يزداد الخطر مع التقدم في العمر، حيث ترتفع معدلات الوفيات من 7.3% (للفئة العمرية 18–64 عامًا) إلى ما يقارب 30% (لمن هم فوق 85 عامًا).
مضاعفات الالتهاب الرئوي:
يمكن أن يؤدي الالتهاب الرئوي أحيانًا إلى مشكلات خطيرة تتجاوز الرئتين، مثل:
علاج الالتهاب الرئوي:
يختلف العلاج حسب شدة المرض وسببه:
متى يحتاج مريض الالتهاب الرئوي إلى دخول المستشفى؟
ليس كل من يصاب بالالتهاب الرئوي يحتاج للبقاء في المستشفى — فالكثير من الحالات يمكن علاجها في المنزل. ومع ذلك، هناك مواقف معينة تكون أكثر خطورة وتتطلب متابعة طبية دقيقة، دعمًا بالأكسجين، أو حتى العناية المركزة.
سبب الدخول للمستشفى | الشرح المبسّط |
مشاكل تنفسية شديدة | صعوبة في التنفس، سرعة تنفس كبيرة، أو انخفاض مستوى الأكسجين في الدم. |
ضغط دم مرتفع جدًا أو منخفض جدًا | إشارة إلى أن الجسم تحت ضغط شديد ويحتاج مراقبة طبية. |
ارتباك أو نعاس شديد | إما لأن الدماغ لا يحصل على ما يكفي من الأكسجين أو لأن العدوى تؤثر على الوعي. |
ارتفاع شديد في الحرارة لا ينخفض | حتى مع تناول الأدوية، تبقى الحرارة مرتفعة وتزداد الأعراض سوءًا. |
كبر السن أو الضعف العام | الأشخاص فوق 65 عامًا قد لا يقاومون العدوى بكفاءة وقد تتدهور حالتهم بسرعة. |
مشاكل صحية أخرى خطيرة | مثل أمراض القلب، السكري، أمراض الكلى، أو ضعف المناعة، مما يجعل الالتهاب الرئوي أخطر. |
انتشار العدوى أو حدوث مضاعفات | مثل انتشار البكتيريا في الدم (الإنتان) أو تراكم السوائل في الرئتين (الانصباب الجنبي). |
متى يجب طلب المساعدة؟
يجب الحصول على رعاية طبية فورية إذا ساءت الأعراض أو استمرت، خاصةً للفئات الأكثر عرضة للخطر.
الأعراض التي تستدعي التدخل السريع تشمل:
العلاج المبكر يمنع المضاعفات الخطيرة ويحسّن فرص التعافي.
تقييم شدة الالتهاب الرئوي:
الأطباء يستخدمون أدوات لتحديد شدة المرض وتقرير ما إذا كان يحتاج المريض للمستشفى.
تسمى عوامل CURB-65 وتشمل:
كلما ارتفع المجموع، زاد خطر الوفاة والحاجة لدخول المستشفى.
الوقاية والتطعيم
الوقاية هي الأساس، وقد ساعدت اللقاحات بشكل كبير في تقليل انتشار الالتهاب الرئوي.
من اللقاحات المهمة:
كما أن غسل اليدين وتجنب الأماكن المزدحمة عند المرض يساعد في الوقاية.
الخلاصة
الالتهاب الرئوي هو عدوى رئوية خطيرة قد تهدد الحياة. فهم أسبابه، والتعرف على أعراضه، ومعرفة خيارات العلاج، والوعي بخطورته، كلها أمور أساسية لحماية صحتك.
التدخل الطبي السريع قد يكون الفارق بين التعافي السريع والمضاعفات الخطيرة.