التهاب اللفافة الأخمصية

التهاب اللفافة الأخمصية هو حالة تُسبب ألمًا في الكعب وأسفل القدم، وتحديدًا في منطقة اللفافة الأخمصية، وهي رباط سميك من الأنسجة يمتد من الكعب إلى أصابع القدم. تُعد هذه الحالة من أكثر الأسباب شيوعًا لألم الكعب، وغالبًا ما يظهر الألم بشكل حاد في الصباح عند اتخاذ الخطوات الأولى بعد الاستيقاظ من النوم أو بعد الجلوس لفترات طويلة. 

السبب الدقيق لالتهاب اللفافة الأخمصية ليس واضحًا دائمًا، ولكن في كثير من الحالات يكون ناتجًا عن الضغط الزائد على هذا الرباط، مما يؤدي إلى التهابه وظهور الألم. من الأسباب الشائعة لهذه الحالة: تقوس القدم العالي، شد عضلات الساق، والإجهاد المتكرر الناتج عن الوقوف أو المشي أو الركض لفترات طويلة.

نتوءات الكعب

نتوء الكعب هو نمو عظمي يظهر على حواف العظام، وغالبًا ما يبرز من الجزء السفلي لعظم الكعب. يتطور هذا النتوء بشكل تدريجي مع مرور الوقت، وقد لا يشعر به الكثير من الأشخاص. غالبًا ما يرتبط بمرض الفُصال العظمي، وقد يمر لسنوات دون تشخيص إلا إذا ظهرت أعراض مثل التيبس أو الألم.

الفرق بين نتوء الكعب والتهاب اللفافة الأخمصية

التهاب اللفافة الأخمصية:

يحدث هذا عندما يؤدي الإفراط في استخدام القدم إلى شد أو تمزق في اللفافة الأخمصية، وهي نسيج يشبه المروحة يقع في باطن القدم. عادةً ما يسبب هذا التهابًا وألمًا حادًا يشبه الطعن في الكعب وباطن القدم، يأتي ويذهب طوال اليوم. غالبًا ما يخف الألم بعد المشي، لكنه يعود عند القيام بأنشطة تحفزه، مثل الجلوس لفترة ثم الوقوف مرة أخرى.

نتوء الكعب:

يمكن أن يتكون نتوء الكعب كرد فعل على الالتهاب الناتج عن التهاب اللفافة الأخمصية. استجابةً لهذا الالتهاب، قد ينتج الجسم نسيجًا عظميًا جديدًا، مما يؤدي إلى تكون نتوء في الكعب. غالبًا ما لا تظهر أعراض لنتوء الكعب، لكنه قد يسبب ألمًا في الكعب نتيجة للضغط أو نتيجة استمرار التهاب اللفافة الأخمصية.

ليس كل من يعاني من التهاب اللفافة الأخمصية يُصاب بنتوء الكعب، كما أن البعض قد يكون لديهم نتوء دون أن يشعروا بأي ألم، بينما قد يعاني آخرون من ألم حاد دون وجود نتوء.

أسباب التهاب اللفافة الأخمصية

أي شيء يهيج أو يُلحق الضرر باللفافة الأخمصية يمكن أن يؤدي إلى هذه الحالة، ومنها:

  • الوقوف لفترات طويلة. 
  • ممارسة التمارين على أسطح صلبة دون تمارين إحماء أو تمدد مناسبة. 
  • ارتداء أحذية غير داعمة مثل النعال أو الأحذية المسطحة لفترات طويلة. 
  • المشي أو الوقوف حافي القدمين لفترات ممتدة.

كما تساهم بعض الحالات الصحية، مثل السمنة، في تطور الحالة.

أسباب نتوء الكعب

تشمل الأسباب الشائعة لنتوء الكعب:

  1. التهاب المفاصل. 
  2. ارتداء أحذية غير ملائمة. 
  3. الشد المستمر في العضلات والأربطة. 
  4. مشاكل في طريقة المشي أو الوقوف.

أسباب أخرى لألم الكعب

  1. انحصار العصب: يُسبب شعورًا بالوخز أو “دبابيس وإبر”. 
  2. الكسر الإجهادي: شائع في عظام الكعب وقوس القدم، ويصاحبه ألم ليلي ودفء وقد يظهر تورم. 
  3. التهاب الجراب: انتفاخ ناتج عن التهاب الأكياس المملوءة بالسوائل في المفاصل. 
  4. ضمور وسادة الكعب: شائع عند العدائين الأكبر سنًا ويؤدي إلى ضعف توسيد الكعب. 
  5. اعتلال جذور العصب : ألم مُحال من أسفل الظهر، وغالبًا ما يصاحبه ألم أو تيبس في الظهر.

يتطلب التشخيص الدقيق تقييمًا من قبل مختص.

الأعراض

  • التهاب اللفافة الأخمصية: تشمل الأعراض الشائعة آلام الكعب وقوس القدم عند الوقوف بعد النوم، احمرار أو دفء باطن القدم وتورم حول الكعب. 
  • نتوء الكعب: معظم النتوءات لا تُسبب أعراضًا وقد يتم اكتشافها فقط أثناء التصوير الشعاعي. لا تُسبب الألم إلا إذا ترافقت مع حالات أخرى.

تشخيص الحالة

يبدأ الطبيب بمراجعة التاريخ الطبي وإجراء الفحص السريري. وقد يُوصى بإجراء فحوصات تصويرية لتحديد سبب آلام الكعب.

أدوات التشخيص:

  1. الأشعة السينية: توضح العظام وتساعد في استبعاد الكسور أو التهاب المفاصل، كما تُظهر نتوء الكعب. 
  2. الفحوصات التصويرية الأخرى: مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي، خاصةً إذا استمر الألم رغم العلاج الأولي.

نصائح للوقاية من التهاب اللفافة الأخمصية

إذا كنت نشيطًا بدنيًا أو تمارس المشي كثيرًا، إليك بعض النصائح لتقليل خطر الإصابة:

  • تجنب المشي حافي القدمين على الأسطح الصلبة. 
  • ارتدِ جوارب ببطانة ناعمة. 
  • تجنب الأحذية المسطحة واختر أحذية ذات كعب بسيط لدعم اللفافة. 
  • مارس تمارين التمدد مثل: 
  • دحرجة كرة تنس تحت قوس القدم. 
  • سحب أصابع القدم للخلف. 
  • تدليك القوس والكعب بزجاجة ماء مجمدة. 
  • غيّر حذاءك بشكل دوري (كل 6 أشهر تقريبًا). 
  • خصص يوم راحة من التمارين أسبوعيًا لتجنب الإجهاد الزائد.

من يعالج التهاب اللفافة الأخمصية أو نتوء الكعب؟

عادةً ما يبدأ تقييم الحالة لدى جرّاح العظام. ثم يتم التعاون بين فريق متعدد التخصصات يشمل أخصائي القدم، أخصائي الروماتيزم، جراح العظام، وأخصائي العلاج الطبيعي لتصميم خطة علاجية شاملة.

خيارات العلاج

العلاج غير الجراحي:

  • تعديل النشاط: تجنب الأنشطة التي تؤدي إلى تفاقم الألم. 
  • العلاج بالثلج: وضع الثلج على القدم لمدة 10 دقائق كل ساعتين لتقليل الألم. 
  • الأدوية: مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو حقن الستيرويد. 
  • التمدد: ممارسة تمارين التمدد المخصصة للقدم والساق. 
  • الأحذية الداعمة: اختيار الأحذية ذات النعال السميكة واستخدام الحشوات اللينة. 
  • الجبائر الليلية: تُساعد على تمديد اللفافة الأخمصية أثناء النوم. 
  • العلاج الطبيعي: يشمل تمارين مخصصة لتساعد على تمدد عضلات الساق واللفافة. 
  • العلاج بالموجات التصادمية: علاج غير جراحي يُحفز شفاء الأنسجة.

العلاج الجراحي (عند فشل العلاج الغير جراحي لمدة تتجاوز 12 شهرًا)

  • إطالة عضلة الساق: تُقلل الضغط على اللفافة. 
  • تحرير اللفافة: قطع جزئي لتخفيف التوتر.

الخلاصة

التهاب اللفافة الأخمصية ونتوءات الكعب من الحالات الشائعة والمؤلمة، لكن مع التشخيص الدقيق وخطة العلاج المناسبة، يمكن لمعظم المرضى تحقيق تحسن ملحوظ. في مستشفى ريم، نُركز على تقديم رعاية شخصية وشاملة تُساعدك على التعافي واستعادة نمط حياتك النشط دون ألم. إذا كنت تعاني من ألم في الكعب، لا تتردد في حجز موعد مع أطبائنا المتخصصين لتبدأ طريقك نحو الشفاء.

مشاركه فى:

كتب بواسطة
د.رهف وجدي

كاتب محتوى طبي

الدكتورة رهف وجدي هي أخصائية أشعة نووية مصرية ومنشئة محتوى طبي تدمج خبرتها السريرية مع الإبداع الرقمي. تتمتع بخبرة تزيد عن خمس سنوات في كتابة المحتوى الطبي باللغتين العربية والإنجليزية، وهي مكرسة لتبسيط المعلومات الطبية المعقدة وجعلها في متناول جمهور...

تواصل معنا

الموقع