يونيو 5, 2025
كلنا مررنا بهذا الشعور—ارتفاع مفاجئ في الحرارة، القشعريرة، ألم المفاصل، وذلك الإحساس الغريب بأن هناك شيئًا غير طبيعي يحدث. الحمى ليست مجرد رقم أعلى على ميزان الحرارة؛ إنها جرس إنذار من جهازك المناعي.
لكن متى يجب أن تقلق؟ ومتى تراقب؟ ومتى تكون علامة على شيء أعمق؟
في هذه المدونة، سنغوص في كل ما تحتاج معرفته عن الحمى، من أسبابها وكيف تظهر في جسدك، إلى تلك الأعراض الشائعة المصاحبة لها مثل القيء، التهاب الحلق، آلام الجسم أو القشعريرة. سنتحدث عن الحمى التي تأتي وتذهب، تلك التي تشتد ليلًا، وكيف تختلف الحمى لدى البالغين والأطفال والنساء في مراحل مختلفة من حياتهن.
سنستعرض أيضًا أدوات عملية مثل جداول درجات الحرارة والإرشادات، ونشرح دلالات الأعراض، ونقدم نصائح واضحة عن العلاجات المنزلية المفيدة ومتى يحين وقت زيارة الطبيب. سواء كنت والدًا قلقًا على طفلك، أو بالغًا يعاني من نوبات حمى متكررة، أو فقط تريد فهم هذا العرض الشائع والمعقد بشكل أفضل، فإن هذا الدليل يمنحك الوضوح وراحة البال.
دعونا نفك شفرة مشكلة الحمى، لأن صحتك تستحق أن تفهمها وتُصغى إليها.
الحمى هي ارتفاع في درجة حرارة الجسم فوق المعدل الطبيعي، والذي يتراوح عادةً بين 36 و37 درجة مئوية، وهي استجابة طبيعية من الجسم لمواجهة العدوى.
عندما تهاجم الفيروسات أو البكتيريا، يعيد جزء صغير في الدماغ يُسمى “تحت المهاد” ضبط حرارة الجسم لجعل البيئة الداخلية للجسم أقل ملاءمةً لتلك الكائنات.
هناك طرق عدة لقياس درجة حرارة الجسم:
طريقة القياس | درجة الحرارة التي تعتبر حمى |
عن طريق الفم | ≥ 37.5°C (99.5°F) |
عن طريق الشرج / الأذن | ≥ 38°C (100.4°F) |
تحت الإبط | ≥ 37.2°C (99°F) |
قراءات الفم والشرج هي الأكثر دقة. استخدم دائمًا مقياس حرارة رقميًا مضبوطًا واتبع تعليمات الشركة المصنعة.
غالبًا ما تأتي الحمى مصحوبة بأعراض أخرى تساعد في تحديد السبب المحتمل:
الحمى + الأعراض | ما قد تعنيه | متى تطلب المساعدة الطبية |
حمى + قيء / إسهال | عدوى فيروسية أو بكتيرية في الأمعاء | إذا منع القيء من شرب السوائل، مع وجود علامات الجفاف (جفاف الفم، قلة أو اختفاء الدموع، تغيير أقل من 3 حفاضات للطفل في 24 ساعة) |
حمى + سعال / ضيق نفس | إنفلونزا، فيروس كورونا، التهاب الشعب الهوائية، التهاب رئوي | صعوبة في التنفس، زرقة الشفاه، ألم في الصدر، سعال مصحوب بدم |
حمى + احتقان | نزلة برد، فيروس الجهاز التنفسي المخلوي لدى الأطفال | حمى أكثر من 3 أيام، ألم أذن متزايد، أزيز، فقر الرضاعة |
حمى + التهاب في الحلق | التهاب فيروسي أو بكتيري | ألم شديد، تورم الرقبة، سيلان اللعاب، طفح جلدي |
حمى + آلام جسم / تعب | إنفلونزا، شيكونغونيا، عدوى فيروسية | آلام بالجسم، دوخة، عدم القدرة على الوقوف، بول داكن |
حمى + صداع / تيبس رقبة | التهاب جيوب أنفية، التهاب السحايا، حمى الضنك | تيبس الرقبة، حساسية الضوء، ارتباك، طفح بنفسجي → اطلب الرعاية فورًا |
حمى + رعشة / رجفان | عدوى الملاريا، عدوى الدم، التهاب الكلى | رعشات متكررة، حرارة > 40°C، ارتباك |
حمى تشتد ليلاً | السل، الأمراض المناعية، عدوى مخفية | فقدان وزن، تعرق ليلي، حمى أكثر من أسبوعين |
حبوب على الشفاه | عودة فيروس الهربس | قرح مؤلمة بالفم، صعوبة البلع |
حمى خفيفة قبل الدورة الشهرية | ارتفاع طبيعي لهرمون البروجسترون | إذا تجاوزت درجة الحرارة 38°C أو صاحبها ألم شديد في الحوض |
حمى متقطعة (تأتي وتذهب) | حمى التيفويد، التهاب صمامات القلب، أمراض مناعية | إذا استمرت الحمى لأكثر من 3 أسابيع أو ظهرت أعراض جديدة على أعضاء الجسم |
حمى + طفح جلدي | الحصبة، الوردية، تفاعل دوائي، التهاب السحايا البكتيري | طفح ينتشر بسرعة، بقع بنفسجية مع صعوبة في التنفس |
حمى + ألم في المفاصل / العظام | حمى الضنك، شيكونغونيا، التهاب المفاصل الروماتويدي | ألم شديد، تورم، نزيف اللثة، ألم بالبطن (علامات إنذار للضنك) |
عند الشك، راجع طبيب العائلة أو توجه إلى قسم الرعاية العاجلة في مستشفى ريم.
يمكن أن تنجم الحمى عن عدة عوامل:
على الرغم من أن الحمى لا يمكن الوقاية منها دائمًا، إلا أن هناك بعض الإجراءات التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بها:
بالنسبة لمعظم حالات الحمى الخفيفة (≤ 38.5 درجة مئوية / 101.3 درجة فهرنهايت) لدى الأشخاص الأصحاء، فإن الرعاية الداعمة البسيطة غالبًا ما تكون كافية:
نصائح إضافية | لماذا؟ | ما يجب فعله |
قلل من العمل، الدراسة والتمارين المجهدة حتى تهدأ الحمى. | للحفاظ على الطاقة للجهاز المناعي | الراحة |
اشرب الماء، الحساء الصافي، أو السوائل التي تحتوي على الماء بنسبة كبيرة؛ حتى تصل إلى اللون الأصفر الفاتح للبول. | لمنع الجفاف الناتج عن الحمى | شرب السوائل |
اتبع الجرعة الموصى بها على العبوة (أو تعليمات طبيبك). تجنب الأسبرين للأطفال تحت سن 16 عامًا (حيث يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة راي). | لتقليل الحمى وتسكين الآلام | خافضات الحرارة |
ضع قطعة قماش مبللة على الجبهة، الإبطين أو الفخذين لمدة 10–15 دقيقة. | للتبريد وتخفيف الانزعاج | الكمادات الفاترة |
اختر أقمشة قطنية؛ حافظ على درجة حرارة الغرفة حوالي 24 درجة مئوية مع تهوية جيدة. | تسمح بخروج الحرارة الزائدة من الجسم. | ارتداء ملابس وأغطية خفيفة |
تجنب كمادات الثلج أو كمادات الكحول—قد تؤدي إلى ارتجاف وزيادة في الحمى، خاصةً لدى الأطفال.
بينما تُعتبر العديد من حالات الحمى حميدة وتزول من تلقاء نفسها، هناك مواقف معينة تتطلب تقييمًا طبيًا فوريًا:
متى يجب طلب الرعاية الطبية | الفئة |
أي درجة حرارة في هذه الفئة العمرية (≥ 38 درجة مئوية أو 100.4 درجة فهرنهايت) تستدعي رعاية طبية فورية. حتى الحمى الخفيفة قد تشير إلى عدوى خطيرة لدى حديثي الولادة. | الرضّع (0–3 أشهر) |
اطلب المساعدة إذا استمرت الحمى أكثر من 2–3 أيام، إذا تجاوزت الحرارة 39 درجة مئوية (102.2 فهرنهايت)، أو إذا بدا الطفل خاملاً بشكل غير معتاد، سريع الانفعال، مصابًا بالجفاف، أو ظهر عليه طفح جلدي أو صعوبة في التنفس. | الأطفال (من 3 أشهر إلى 12 سنة) |
الحمى التي تتجاوز 39.4 درجة مئوية (103 فهرنهايت)، أو التي تستمر لأكثر من ثلاثة أيام، أو التي تصاحبها أعراض مثل ألم في الصدر، ارتباك، تقيؤ مستمر، طفح جلدي أو ضيق في التنفس تتطلب تقييمًا طبيًا عاجلاً. | البالغون |
قد لا تظهر الأعراض التقليدية لدى كبار السن. حتى الحمى الخفيفة قد تشير إلى مشكلة صحية خطيرة. اطلب الرعاية الطبية إذا وُجد ارتباك، ضعف، انخفاض في الوعي، أو حمى غير مبررة. | كبار السن (65 عامًا فأكثر) |
الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي، المصابون بفيروس نقص المناعة البشري (HIV)، أو الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة يجب أن يتعاملوا مع أي حمى كحالة طارئة ويستشيروا الطبيب فورًا. | الأشخاص ضعيفو المناعة |
ابدأ بطبيب العائلة أو طبيبك العام، خاصةً إذا كانت الحمى متكررة أو طويلة.
إذا كانت الأعراض شديدة، مثل صعوبة في التنفس أو ألم حاد، توجه مباشرةً إلى قسم الطوارئ.
بالنسبة للأطفال، يُفضل استشارة طبيب الأطفال.
وإذا كنت تعاني من أمراض مزمنة، فتواصل مع الأخصائي المعالج لحالتك لمتابعة الأعراض والخطة العلاجية.
الحمى وسيلة دفاعية طبيعية، تخبرنا أن هناك شيئًا يحدث داخل الجسم.
فهم أسبابها، التعرّف على علامات الخطر، ومعرفة كيفية التعامل معها، يمكن أن يجعلك أكثر قدرة على التصرف بثقة وسرعة. وإذا كان لديك أي اسئلة أو شكوك، فإن قسم الرعاية العاجلة في مستشفى ريم مفتوح على مدار الساعة وفريقنا هنا لخدمتك.