متلازمة غيلان باريه (GBS): دليلك الشامل

متلازمة غيلان باريه (GBS) هي اضطراب عصبي يصيب حوالي 1 إلى 3 أشخاص من بين كل 100,000 شخص سنويًا، مع زيادة في الإصابة تصل إلى 3 إلى 4 حالات لكل 100,000شخص فوق سن الخمسين.

في تلك المتلازمة يهاجم جهاز المناعة الأعصاب عن طريق الخطأ، حيث يبدأ الضعف العضلي الذي يمكن أن يتطور بسرعة إلى شلل كامل. بدون علاج مناسب، قد تكون مهددة للحياة، لكن العلاج المبكر يمكن أن يؤدي إلى درجة كبيرة من التعافي. على الرغم من عدم وجود علاج معروف لتلك الحالة، إلا أن خيارات العلاج المتاحة تساعد في تخفيف الأعراض وتسرع عملية التعافي، على الرغم من أن بعض الأشخاص قد يعانون من تأثيرات دائمة مثل الضعف أو التنميل أو التعب.

في هذه المدونة، ستتعرف أكثر على المرض، أنواعه، الأعراض، التشخيص والعلاج المناسب لهذه الحالة.

ما هي متلازمة غيلان باريه؟

متلازمة غيلان باريه (GBS) هي مرض من أمراض المناعة الذاتية حيث يهاجم جهاز المناعة الأعصاب عن طريق الخطأ. هذا يؤدي إلى أعراض مثل ضعف العضلات والتنميل، وفي بعض الحالات، الشلل. وغالبًا ما يتطور بعد الإصابة بعدوى، مثل العدوى التنفسية أو المعوية. في بعض الحالات، يمكن أن تتصاعد متلازمة غيلان باريه إلى حالة طبية طارئة.

أنواع متلازمة غيلان باريه

يمكن تصنيف تلك المتلازمة إلى أنواع مختلفة استنادًا إلى خصائصها المحددة. الأنواع الرئيسية تشمل:

  1. التهاب الأعصاب المحيطية الحاد (AIDP): النوع الأكثر شيوعًا، حيث يوجد في 85% من الحالات في أمريكا الشمالية وأوروبا، ويستهدف الغشاء الميليني – الطبقة الواقية حول الألياف العصبية. يؤثر تلف غشاء الميلين على وظيفة الأعصاب، مما يؤدي إلى الضعف الذي يبدأ غالبًا في الأطراف السفلية وينتشر لأعلى.
  2. متلازمة ميلر فيشر (MFS): هذا النوع، الذي يشكل 5-10% من الحالات، يتميز بالرنح / الاختلاج الحركي (عدم تنسيق الحركة) و شلل عضلات العين، دون ضعف عضلي منتشر في الأطراف وهو أكثر شيوعًا في آسيا.

الأنواع الأخرى الأقل شيوعًا من متلازمة غيلان باريه تشمل:

  •  الاعتلال العصبي المحوري الحاد (AMAN): يؤثر على الأعصاب الحركية، مما يسبب ضعف العضلات دون تأثير كبير على الأعصاب الحسية، ويرتبط غالبًا بعدوى Campylobacter jejuni
  • الاعتلال العصبي الحسي المحوري الحاد (AMSAN): يؤثر على كل من الأعصاب الحركية والحسية، مما يؤدي إلى ضعف العضلات والمشاكل الحسية، وغالبًا يحدث بعد بعض أنواع العدوى.
  • الاعتلال العصبي المحوري المستقل الحاد: نوع نادر يشمل الجهاز العصبي المستقل، المسؤول عن الوظائف غير الطوعية مثل معدل ضربات القلب والهضم.

 أسباب متلازمة غيلان باريه

السبب الدقيق لمتلازمة غيلان باريه (GBS) غير مفهوم تمامًا، ولكن غالبًا ما يتم تحفيزها بعد عدوى تجعل جهاز المناعة يهاجم أعصاب الجسم عن طريق الخطأ. بعض الأسباب والعوامل الرئيسية تشمل:

العدوى:

غالبًا ما تسبق العدوى متلازمة غيلان باريه، وخاصةً العدوى التنفسية أو المعوية، بما في ذلك:

  • Campylobacter jejuni: بكتيريا مرتبطة عادةً بالتسمم الغذائي.
  • الفيروس المضخم للخلايا (CMV): فيروس شائع ينتقل عبر سوائل الجسم مثل الدم واللعاب والبول والسائل المنوي وحليب الثدي.
  • فيروس إبشتاين-بار (EBV): فيروس يسبب داء وحيدات الخلية، وينتقل عادةً عبر اللعاب (مثل التقبيل أو مشاركة الطعام/الشراب).
  • الالتهاب الرئوي الناتج عن الميكوبلازما: عدوى بكتيرية تؤثر على الرئتين.

الاستجابة المناعية غير الطبيعية:

تعتبر متلازمة غيلان باريه GBS اضطرابًا مناعيًا ذاتيًا حيث يهاجم جهاز المناعة الأعصاب عن طريق الخطأ.

عوامل خطر التعرض لمتلازمة غيلان باريه (GBS)

  • العدوى: تم ربط العدوى، بما في ذلك العدوى السابقة (مثل Campylobacter و CMV و EBV)، وكذلك العدوى الأخرى مثل فيروس كورونا و فيروس زيكا، بتطوير متلازمة غيلان باريه في بعض الحالات.
  • اختلال المناعة: قد يكون الأفراد الذين لديهم تاريخ من ضعف المناعة، مثل العدوى المتكررة أو الأمراض المناعية الذاتية (مثل فيروس المناعة الذاتيةHIV/AIDS و مرض الذئبة)، أكثر عرضة لتطوير تلك المتلازمة.
  • العمر والجنس:متلازمة غيلان باريه أكثر شيوعًا في البالغين وأكثر انتشاراً بين الرجال.
  • التطعيمات: على الرغم من أنها نادرة، تم الإبلاغ عن تطور متلازمة غيلان باريه في عدد قليل من الحالات بعد حصولهم على بعض التطعيمات مثل لقاح الإنفلونزا أو إنفلونزا الخنازير. ومع ذلك، فإن خطر الإصابة من التطعيمات أقل بكثير من خطر العدوى.
  • الجراحة أو الصدمات: في بعض الأحيان، يمكن أن تتطور متلازمة غيلان باريه بعد الجراحة أو الصدمات، على الرغم من أن هذه الصلة غير مثبتة تمامًا.

أعراض متلازمة غيلان باريه

تظهر أعراض متلازمة غيلان باريه عادةً بسرعة، خلال أيام أو أسابيع، بدءًا من الساقين وقد تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. تشمل الأعراض الشائعة:

  • ضعف العضلات: يبدأ عادةً في الساقين وقد يتطور إلى الذراعين.
  • التنميل والوخز: تبدأ هذه الأحاسيس غالبًا في القدمين أو الساقين.
  • ازدواج الرؤية ومشاكل في حركة الوجه: صعوبة في التحكم في حركة العين أو عضلات الوجه.
  • مشكلة التنسيق والتوازن: صعوبة في المشي أو أداء المهام التي تتطلب مهارات حركية دقيقة.
  • الألم: يمكن أن يحدث ألم عضلي أو انزعاج.
  • مشاكل في التنفس والبلع: في الحالات الشديدة، يمكن أن تؤثر تلك المتلازمة على العضلات المسؤولة عن التنفس والبلع، مما يتطلب أحيانًا التهوية الميكانيكية.

متى يتعين رؤية الطبيب؟

اطلب العناية الطبية على الفور إذا كنت قد تعرضت لعدوى ومن ثم شعرت بأي من الأعراض التالية:

  •  وخز في أصابع القدم أو اليدين ينتشر إلى جسمك.
  •  تدهور سريع في الوخز أو الضعف.
  •  صعوبة في التنفس، خاصةً عند الاستلقاء.
  •  صعوبة في البلع أو الاختناق باللعاب.

يمكن أن تتفاقم متلازمة غيلان باريه بسرعة، لذا من الضروري تلقي العلاج الفوري لتحسين فرص التعافي.

تشخيص متلازمة غيلان باريه

يتم تشخيص تلك المتلازمة عادةً من خلال إجراء التقييم الطبي والاختبارات التشخيصية، وقد تشمل:

  • التاريخ الطبي والفحص البدني: يقوم الطبيب بتقييم الأعراض وفحص قوة العضلات، ردود الأفعال والتنسيق.
  • اختبارات الدم: للتحقق من العدوى أو المحفزات التي قد تكون مرتبطة بتلك المتلازمة.
  • الاختبارات الكهربائية: مثل دراسات توصيل الأعصاب (NCS) و التخطيط الكهربائي للعضلات (EMG) لقياس وظيفة الأعصاب والعضلات.
  • تحليل السائل الدماغي الشوكي: يمكن أن يكشف البزل القطني عن مستويات مرتفعة من البروتين في السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي.
  • الدراسات التصويرية: يمكن أن تساعد فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) في استبعاد الحالات العصبية الأخرى.

علاج متلازمة غيلان باريه

لا يوجد علاج شافٍ لـتلك المتلازمة، ولكن يمكن أن يساعد العلاج في إدارة الأعراض وتسريع عملية التعافي. تشمل خيارات العلاج:

  • الغلوبولين المناعي الوريدي (IVIg): يتضمن هذا العلاج إعطاء الأجسام المضادة من المتبرعين الأصحاء لحظر الأجسام المضادة الضارة التي تهاجم الأعصاب.
  • فصل البلازما (Plasmapheresis): إجراء يزيل الأجسام المضادة الضارة من الدم ويستبدلها بالبلازما أو السوائل.
  • الكورتيكوستيرويدات: قد تساعد في تقليل الالتهاب وكبح الاستجابة المناعية.
  • إدارة الألم: قد يتم استخدام أدوية مثل الأفيونيات لإدارة الألم.
  • الرعاية الداعمة: مراقبة العلامات الحيوية، منع تجلط الدم، وإدارة المضاعفات الأخرى.

مضاعفات متلازمة غيلان باريه

قد تؤدي متلازمة غيلان باريه إلى مضاعفات مختلفة، والتي قد تشمل:

  • مشاكل في التنفس: قد تؤثر تلك المتلازمة على العضلات المسؤولة عن التنفس، مما يتطلب جهاز التنفس الصناعي.
  • مشاكل القلب والأوعية الدموية: يمكن أن يتقلب ضغط الدم ومعدل ضربات القلب بسبب إصابة الجهاز العصبي المستقل.
  • ضمور العضلات: قد يسبب الضعف المستمر تقلص العضلات.
  • الألم: يمكن أن يحدث بسبب ألم عضلي أوألم عصبي.
  • خلل في الجهاز العصبي المستقل: مشاكل في الوظائف غير الطوعية مثل ضغط الدم وتنظيم الحرارة.
  • تجلط الدم: يمكن أن يزيد قلة الحركة من خطر تجلط الدم.
  • متلازمة التسارع القلبي ما بعد الوضعية (POTS): زيادة غير طبيعية في معدل ضربات القلب عند الوقوف.
  • عودة المتلازمة: في حالات نادرة، قد تعود متلازمة غيلان باريه، أحيانًا بشكل مختلف.
  • إعاقات عصبية عضلية طويلة الأمد: قد يعاني بعض الأشخاص من ضعف دائم أو تعب، مما يتطلب إعادة تأهيل مستمرة.

الأسئلة الشائعة حول متلازمة غيلان باريه

: هل يمكن الوقاية من متلازمة غيلان باريه؟

 من الصعب الوقاية من تلك المتلازمة، حيث أن السبب غير مفهوم بالكامل. ومع ذلك، قد يساعد تجنب العدوى وطلب المساعدة الطبية عند الحاجة في تقليل المخاطر.

هل تختفي متلازمة غيلان باريه من تلقاء نفسها؟ 

عادةً لا تختفي تلك المتلازمة من تلقاء نفسها، ولكن يمكن إيقاف تقدمه أو تباطؤه بالعلاج المناسب.

كم من الوقت تستمر متلازمة غيلان باريه؟

 يختلف وقت التعافي من تلك المتلازمة من شخص لآخر، لكن قد يتعافى بعض الأشخاص في أسابيع، بينما قد يستغرق الآخرون شهورًا أو حتى أكثر من عام.

هل متلازمة غيلان باريه معدية؟ 

لا، متلازمة غيلان باريه ليست معدية. إنها اضطراب مناعي ذاتي، وليست مرضًا قابلًا للانتقال.

مشاركه فى:

كتب بواسطة
د.رهف وجدي

كاتب محتوى طبي

الدكتورة رهف وجدي هي أخصائية أشعة نووية مصرية ومنشئة محتوى طبي تدمج خبرتها السريرية مع الإبداع الرقمي. تتمتع بخبرة تزيد عن خمس سنوات في كتابة المحتوى الطبي باللغتين العربية والإنجليزية، وهي مكرسة لتبسيط المعلومات الطبية المعقدة وجعلها في متناول جمهور...

تواصل معنا

الموقع