ما هو الصرع؟ الأعراض والعلاج والأسباب

ما هو الصرع؟

الصرع هو مرض مزمن يؤثر على مناطق معينة في الدماغ، ويسبب نوبات أو تشنجات. يصيب الصرع جميع الفئات العمرية وكلا الجنسين، بغض النظر عن العرق، وينتشر في جميع أنحاء العالم. يحدث نتيجة تغير مفاجئ في النشاط الكهربائي في الدماغ، وقد يؤدي إلى نوبات عامة أو موضعية. 

في هذه المدونة، سنقدم لك نظرة شاملة على الأنواع المختلفة لنوبات الصرع التي قد تصيب الأشخاص، وخاصةً أولئك المعرضين لخطر أكبر للإصابة. كما سنناقش أسباب نوبات الصرع، تشخيصها، الوقاية منها، وطرق علاجها.

أنواع نوبات الصرع

1. نوبات الصرع البؤري أو الجزئي

تحدث نوبات الصرع البؤري عندما تبدأ النوبة في منطقة محددة من أحد جانبي الدماغ. تختلف الأعراض حسب الجزء المصاب من الدماغ.

أنواع الصرع البؤري:

  • صرع الفص الصدغي – ينشأ في الفصين الصدغيين، ويؤثر على الذاكرة والمشاعر. 
  • صرع الفص الجبهي – يبدأ في الفصين الجبهيين، ويسبب حركات مفاجئة أو اضطرابات في الكلام. 
  • صرع الفص القذالي – يؤثر على الرؤية، وقد يؤدي إلى رؤية أضواء ساطعة أو تشوهات بصرية. 
  • صرع الفص الجداري – يؤثر على معالجة الأحاسيس، وقد يسبب وخزًا أو تنميلًا.

2. نوبات الصرع العامة

تؤثر نوبات الصرع العامة على نصفي الدماغ معًا منذ البداية، مما يؤدي إلى نوبات شاملة.

أنواع الصرع العام:

  • نوبات الغياب – نوبات قصيرة من التحديق تستمر لبضع ثوانٍ. 
  • النوبات التوترية الرمعية العامة – نوبات شديدة تسبب فقدان الوعي وتشنجات عضلية. 
  • النوبات الرمعية العضلية – حركات اهتزازية مفاجئة في العضلات، غالبًا ما تحدث في الصباح.

الصرع العام أكثر شيوعًا في كبار السن نتيجة المشاكل التنكسية في الجهاز العصبي، مثل الخرف، والسكتات الدماغية، ومخاطر الأورام. بينما يعد الصرع البؤري أكثر شيوعًا من النوبات العامة في كل من البالغين والأطفال.

أسباب الصرع

في معظم حالات الصرع، لا يكون سبب النوبات واضحًا تمامًا، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تؤدي إلى حدوثها، ومنها:

  • التاريخ الطبي العائلي: من المرجح أن ينقل الوالدان المصابان طفرات جينية إلى أطفالهما، مما يؤدي إلى إصابتهم بالصرع. 
  • تلف الدماغ داخل الرحم أو بعد الولادة: قد يحدث تلف في المخ أو تطور غير سليم له داخل الرحم بسبب نقص الأكسجين أو المغذيات، أو نتيجة لمشاكل صحية تعاني منها الأم خلال الحمل. 
  • إصابات الرأس أو الدماغ: قد تؤدي الحوادث التي تصيب الرأس إلى زيادة احتمال الإصابة بالصرع الناتج عن  للرضوض. 
  • حالات مرضية في الدماغ: مثل الأورام، والسكتات الدماغية، ومرض ألزهايمر، التي قد تؤثر على نشاط الدماغ الطبيعي. 
  • الأمراض المعدية: بعض العدوى مثل فيروس نقص المناعة البشري (HIV/AIDS)، التهاب السحايا والتهاب الدماغ، تؤثر بشكل مباشر على المخ. 
  • تعاطي المواد: الاستخدام الطويل للمخدرات أو الكحول يمكن أن يؤثر على نشاط الدماغ.

أعراض الصرع

تشمل علامات وأعراض نوبات الصرع ما يلي:

  • ارتباك مؤقت 
  • حركات اهتزازية أو ارتجاف في الجسم 
  • فقدان الوعي 
  • تيبّس في الجسم 
  • حركة سريعة للعينين 
  • التحديق المستمر دون رمش 
  • عدم الاستجابة للكلام أو الأصوات 
  • فقدان السيطرة على المثانة والأمعاء 
  • فقدان الإحساس (البصر، السمع، التذوق) 
  • فقدان القدرات العقلية أو ضعف التنسيق الجسدي

مراحل الصرع

فهم مراحل النوبة يمكن أن يساعدك في تقديم المساعدة لمن يحتاجها.

المرحلة الأولى: مرحلة الهالة

وهي تسبق حدوث النوبة مباشرة، وقد يشعر الشخص فيها بـ:

  • دوخة 
  • تنميل في الجسم 
  • صداع 
  • مشاكل في الرؤية 
  • غثيان 
  • شعور مستمر بالخوف أو الذعر

المرحلة الثانية: مرحلة النوبة

في هذه المرحلة، تؤثر التغيرات الكيميائية في الجسم على الخلايا العصبية مباشرة، مما يؤدي إلى:

  • نوبات صرعية 
  • فقدان السيطرة على الحركة 
  • اهتزازات وتشنجات في الجسم 
  • هلوسات 
  • فقدان الحواس، وغيرها

المرحلة الأخيرة: مرحلة ما بعد النوبة

يحاول الدماغ في هذه المرحلة التعافي بعد نوبة الصرع، وقد يشعر الشخص بـ:

  • عطش شديد 
  • إرهاق 
  • صداع 
  • ارتباك ذهني 
  • ضعف وألم في الجسم 
  • غثيان، وغيرها

تشخيص الصرع

يتطلب تشخيص الصرع زيارة طبيب الأعصاب، حيث سيطلب إجراء العديد من الفحوصات والاختبارات لتحديد المرض، مثل:

  1. تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG)
    يعد هذا الاختبار هو الطريقة الأكثر شيوعًا لتشخيص الصرع.
    يتضمن تخطيط الدماغ الكهربائي توصيل الأقطاب الكهربائية برأس المريض وتسجيل موجات الدماغ أثناء أداء المهام البسيطة. يعتبر تخطيط الدماغ الكهربائي من الأدوات الأساسية التي تساعد أطباء الأعصاب في تشخيص الحالة بدقة. 
  2. فحص الرنين المغناطيسي (MRI):
    يُستخدم بشكل شائع للكشف عن أي تشوهات هيكلية في الدماغ أو أي تلف دماغي حدث نتيجةً للنوبات
  3. فحص الدم
    الصرعية يتم إجراؤه للكشف عن أي أسباب كامنة قد تؤدي إلى حدوث خلل في وظائف الدماغ

علاج الصرع

يمكن التحكم في النوبات باستخدام الأدوية في الوقت المناسب إذا تم التشخيص بشكل دقيق. تشمل بعض خيارات العلاج:

  • الأدوية: قد يصف الأطباء أدوية مضادة للصرع (مضادة للنوبات) تساعد في تقليل حدوث النوبات. 
  • الجهاز المنبه للأعصاب: يُطلق على هذا الجهاز أحيانًا “جهاز تنظيم كهرباء الدماغ”، حيث يرسل نبضات كهربائية خفيفة إلى الدماغ عبر العصب الحائر. 
  • جراحة الدماغ: يمكن أن تكون الجراحة ناجحة في حالة النوبات الموضعية، حيث يتم استئصال منطقة محددة في الدماغ متأثرة بالنوبات، مثل جراحة استئصال الفص. يقوم جراح الأعصاب باستئصال الفص المسؤول عن هذه النوبات.

تختلف خطة العلاج من شخص لآخر، لذا من الأفضل استشارة أفضل أطباء الأعصاب في أبوظبي لدينا لمناقشة خطة العلاج المخصصة لك.

استراتيجيات حياتية لمواجهة نوبات الصرع:

ماذا تفعل:

  • احمل بطاقة تعريف طبية أو سوار يوضح أنك مصاب بالصرع. 
  • دع عائلتك وأصدقائك يعرفون عن حالتك، العوامل التي تثير النوبات والوضع الذي يجب أن يضعوك فيه أثناء النوبات حتى يصل الإسعاف. 
  • ضع المريض على الأرض في مكان آمن وابتعد عن أي أجسام حادة على بعد 3 أمتار على الأقل. 
  • قم بتدوير المريض على جانبه الأيسر. 
  • ضع يده اليمنى تحت ذقنه، وقدمه اليمنى على الأرض أمام قدمه اليسرى. 
  • تأكد من أن لا شيء يعيق تنفسه.
  • احتفظ بمذكرة لمساعدتك في تدوين الأشياء التي قد تثير النوبات مثل التعب، التوتر، الدورة الشهرية، الأضواء الساطعة، الطعام أو الشراب. 
  • اجعل منزلك أكثر أمانًا – على سبيل المثال، يمكنك تركيب سجاد أو غطاء للسخانات. 
  • استحم واقفاً بدلاً من غمر جسمك بالبانيو إذا أمكن، لأنه أكثر أمانًا. 
  • احرص على اتخاذ تدابير السلامة أثناء الأنشطة مثل الطهي، استخدام الأدوات أو الآلات، السباحة، أو ممارسة الرياضة.

ما لا يجب فعله:

  • لا تفوت جرعات دواء الصرع الخاصة بك. 
  • لا تغير علاج الصرع الخاص بك دون استشارة طبيب الأعصاب. 
  • لا تشرب الكحول، حيث إنه قد يزيد من خطر حدوث النوبات.

المضاعفات المحتملة للصرع

من المرجح أن يعاني المرضى المصابون بالصرع الذين يعانون من نوبات متكررة من الصداع النصفي، مشاكل في القلب ونخاع العظام، ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى، مشاكل في النطق وصعوبات حركية.
قد يعانون أيضًا من حالات نفسية مثل تقلبات المزاج، الخوف، القلق والاكتئاب. يمكن أن تستمر النوبات طوال الحياة إذا لم يتم علاجها بشكل مناسب.
النوبات الطويلة قد تؤدي إلى انخفاض في توصيل الأوكسجين إلى العديد من الأعضاء. العضو الأكثر حساسية لنقص الأوكسجين هو الدماغ، وبالتالي يمكن أن يؤدي الصرع إلى تلف دائم في الدماغ.

الوقاية من الصرع

الوقاية الأولية:

  • احرص على تلقي جميع اللقاحات في سن مبكرة، حيث تشمل اللقاحات ضد بعض الأمراض المعدية التي قد تؤدي إلى الصرع. نظرًا لأن العدوى البكتيرية والفيروسية قد تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، فإن تلقي اللقاحات يساعد في الوقاية من الأمراض الخطيرة. 
  • تأكد من استشارة طبيب النساء والتوليد للحصول على جميع الأدوية والعناية خلال فترة الحمل. سيساعد ذلك في تقليل خطر تطور الدماغ بشكل غير سليم لدى الطفل. 
  • اغسل يديك بانتظام قبل تناول الطعام. حضر طعامك في بيئة نظيفة لتجنب المضاعفات الصحية. قد يحدث الصرع نتيجة لبعض العدوى، لذا فإن مكافحة العدوى يمكن أن تساهم في الوقاية من الصرع. 
  • احمِ دماغك من الإصابات عن طريق ارتداء الخوذات عند ركوب الدراجات وارتداء أحزمة الأمان أثناء القيادة.

 الوقاية الثانوية:

الأشخاص الذين يعانون من أول نوبة صرع يكونون معرضين لزيادة بنسبة 70% للإصابة بنوبات في المستقبل. ومع ذلك، فإن التوقعات أو “النتيجة المحتملة للمرض ومعدل حدوثه” تعتمد أيضًا على نوع النوبة، والفئة العمرية، والتاريخ الجيني، والأمراض المصاحبة.
إذا تعرض أي مريض لأول نوبة، يجب عليه اتخاذ احتياطات إضافية ورعاية لتجنب النوبات المستقبلية.

  • الأدوية: لا توقف أي دواء دون متابعة مع طبيب الأعصاب. 
  • تغييرات نمط الحياة: حافظ على نمط حياة صحي وتجنب تناول الأطعمة السريعة، الكحول والمخدرات. يساعد التمرين المنتظم في الحفاظ على صحة الجسم والعقل. 
  • النظام الغذائي الكيتوني: قد يوصي طبيبك بتقليل تناول الكربوهيدرات وزيادة تناول الدهون والبروتينات. تساعد الدهون الصحية في العديد من وظائف التمثيل الغذائي للدماغ.

الخاتمة:

يعد مرض الصرع حالة معقدة تؤثر على الأفراد بطرق مختلفة، وفهم أسبابه وأعراضه وأنواعه وخيارات العلاج أمر أساسي لعلاج المرض. وعلى الرغم من أنه لا يوجد حل واحد يناسب الجميع، فإن التدخل في الوقت المناسب، خطط العلاج المخصصة، وتغييرات نمط الحياة يمكن أن تحسن بشكل كبير جودة الحياة للأشخاص الذين يعيشون مع الصرع. مع الرعاية والدعم المناسبين، يمكن للأشخاص المصابين بالصرع أن يعيشوا حياة مليئة وفعالة. إذا كنت أو أي شخص تعرفه يعاني من نوبات صرع، من المهم استشارة طبيب الأعصاب للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.

مشاركه فى:

كتب بواسطة
د.رهف وجدي

كاتب محتوى طبي

الدكتورة رهف وجدي هي أخصائية أشعة نووية مصرية ومنشئة محتوى طبي تدمج خبرتها السريرية مع الإبداع الرقمي. تتمتع بخبرة تزيد عن خمس سنوات في كتابة المحتوى الطبي باللغتين العربية والإنجليزية، وهي مكرسة لتبسيط المعلومات الطبية المعقدة وجعلها في متناول جمهور...

تواصل معنا

الموقع