نوفمبر 7, 2025
فقدان الوزن نادرًا ما يكون مسألة إرادة فقط. بالنسبة للعديد من الأشخاص، لا تكفي التغييرات في نمط الحياة وحدها، مثل النظام الغذائي، والتمارين الرياضية وتعديل السلوك، لتتجاوز مشكلات الجوع أو التمثيل الغذائي أو الهرمونات. وهنا يأتي دور الأدوية الحديثة المخصصة لخسارة الوزن. فعند استخدامها تحت إشراف طبي، يمكن أن تكون أدوات فعّالة لمساعدة المرضى على تحقيق أهدافهم بطريقة أكثر أمانًا وفعالية.
في هذا المقال، سنستعرض أبرز الأدوية الموصوفة لفقدان الوزن، كيفية عملها، مميزاتها وعيوبها وكيف تختار الدواء الأنسب لك.
قبل التطرق إلى التفاصيل، من المفيد فهم الحالات التي قد يُوصى فيها باستخدام الأدوية:
• عندما يكون مؤشر كتلة الجسم 30 أو أكثر، أو 27 فأعلى مع وجود مشكلات صحية مرتبطة بالوزن (مثل السكري من النوع الثاني أو ارتفاع ضغط الدم).
• بعد تجربة النظام الغذائي والنشاط البدني وتغيير السلوك دون تحقيق نتائج كافية.
• إذا كان الوزن يؤثر على الصحة الجسدية أو جودة الحياة أو يفاقم حالات طبية أخرى.
هذه الأدوية ليست حبوبًا سحرية، لكنها قد تساعد في تقليل الشهية، إبطاء إفراغ المعدة أو تنظيم الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالجوع والشبع. وهي دائمًا جزء من خطة علاجية شاملة.
فيما يلي أكثر الأدوية الموصوفة شيوعًا لإدارة الوزن، مع توضيح خصائصها الأساسية:
| الدواء | الفئة / آلية العمل | طريقة الاستخدام | متوسط فقدان الوزن* | الآثار الجانبية الرئيسية | المزايا والملاحظات الأساسية |
| تيرزيباتيد (زيبوند و مونجارو) | ناهض مزدوج لمستقبلات GLP-1 وGIP | حقن أسبوعي | حوالي 20–22% خلال 68–72 أسبوعًا في المرضى المصابين بالسمنة أو زيادة الوزن دون سكري (بأعلى جرعات) | غثيان، إسهال، فقدان الشهية، انزعاج بطني محتمل | فعالية عالية جدًا ونتائج قوية، يحتاج لمتابعة الأعراض الهضمية؛ التكلفة والتوافر قد يشكلان عائقًا. |
| سيماجلوتايد (ويجوفي\ أوزيمبيك\ ريبلسيس) | ناهض مستقبلات GLP-1 | حقن أسبوعي لخسارة الوزن؛ نسخ فموية يومية لمرضى السكري | حوالي 14–15% في معظم الدراسات السريرية | اضطرابات هضمية (غثيان، قيء، إسهال)، احتمال مشكلات في المرارة، تهيّج في موقع الحقن | مدروس جيدًا ومستخدم على نطاق واسع؛ يتوفر بعدة أشكال (فموي وحقن). |
| ليراجلوتايد (سكسندا) | ناهض مستقبلات GLP-1 | حقن يومي | فقدان وزن متوسط (5–10% حسب الجرعة والمدة) | نفس الأعراض الهضمية، يحتاج إلى حقن يومية مما يشكّل عبئًا أكبر على المريض | خيار جيد لمن لا يتحملون الحقن الأسبوعية؛ خبرة سريرية طويلة في استخدامه. |
| فنترمين توبيراميت (قسيميا) | مثبّط للشهية + تعديل عصبي | كبسولة فموية يومية | 7–11% حسب الجرعة ونمط الحياة والتزام المريض | تنميل، أرق محتمل، جفاف الفم، تغيرات مزاجية، خطر على الأجنة في حالة الحمل | فعّال لبعض المرضى؛ يؤخذ فمويًا؛ يتطلب فحصًا دقيقًا قبل الاستخدام (مثل الحمل والتاريخ النفسي). |
| نالتريكسون- بيوبروبيون (كونتراف\ مسيمبا) | يؤثر على مراكز المكافأة والشهية في الدماغ | فموي يومي | 5–9% متوسط فقدان الوزن في معظم المرضى | غثيان، صداع، ارتفاع محتمل في ضغط الدم، نوبات في بعض الحالات | يساعد في السيطرة على الأكل العاطفي والرغبة الشديدة؛ يتطلب دعمًا سلوكيًا مستمرًا. |
| أورليستات (زنيكال/ ألي) | يقلل امتصاص الدهون في الأمعاء | فموي مع الوجبات | فقدان وزن متواضع (3–5%)، خاصةً إذا بقيت الدهون مرتفعة في النظام الغذائي | براز دهني، غازات، نقص محتمل في الفيتامينات الذائبة في الدهون | يتوفر بدون وصفة طبية؛ خيار جيد لمن لا يستطيعون استخدام الحقن؛ جودة النظام الغذائي مهمة جدًا. |
ملاحظة: النسب المذكورة تمثل متوسط فقدان الوزن بناءً على دراسات سريرية، ويختلف التأثير من شخص لآخر وفقًا لنمط الحياة والالتزام بالخطة العلاجية.
تيرزيباتايد هو الأقوى، يليه سيماجلوتايد بجرعات عالية، ثم فينترمين-توبيراميت، يليه ليراجلوتايد ونالتريكسون-بوبروبيون بنسب متقاربة، وأخيرًا أورليستات (Orlistat).
الأقراص الفموية مثل: قسيميا، نالتريكسون و بوبروبيون و أورلستات، عادةً ما تكون أسهل في الاستخدام لكثير من المرضى مقارنةً بالحقن، إلا أن الحقن قد تحقق نتائج أكبر في فقدان الوزن.
أدوية فئة GLP-1 غالبًا ما تسبب أعراضًا هضمية (مثل الغثيان والإسهال)، خاصةً في المراحل الأولى من العلاج، بينما الأدوية الأخرى قد تحمل مخاطر مختلفة (مثل الأعراض العصبية أو القلبية) تبعًا لنوع الدواء.
بعض الأدوية حديثة أو متوفرة فقط بأسماء تجارية، لذا تكون أكثر تكلفة وقد لا يشملها التأمين، بينما تتوفر لأدوية أخرى أو بدائل أقل تكلفة.
في مستشفى ريم، يأخذ الأطباء بعين الاعتبار ما يلي:
• مؤشر كتلة الجسم ووجود أمراض مصاحبة مثل السكري، ارتفاع الكوليسترول أو انقطاع التنفس أثناء النوم.
• الأدوية الحالية والتاريخ الطبي للمريض (أمراض الكبد، الكلى، أو الحالات النفسية).
• تفضيلات المريض: الحقن مقابل الأقراص، ومدى تحمّله للآثار الجانبية.
• الاستدامة على المدى الطويل: فالأدوية هي وسيلة مساعدة وليست حلاً منفردًا، إذ تبقى التعديلات في نمط الحياة والنظام الغذائي والسلوك ضرورية لتحقيق نتائج دائمة.
• التوقف عن الدواء غالبًا يؤدي إلى استعادة جزء من الوزن ما لم يتم الحفاظ على تغييرات نمط الحياة.
• المتابعة الطبية ضرورية لمراقبة الآثار الجانبية (مثل اضطرابات الجهاز الهضمي أو التأثير المحتمل على المزاج أو معدل ضربات القلب).
• الحمل يُعتبر مانعًا لاستخدام معظم أدوية خسارة الوزن.
• العوامل مثل التكلفة، وتوفر الدواء، والدعم المقدم للمريض (اخصائي التغذية، استشارات نفسية، والمتابعة المنتظمة) تؤثر بشكل كبير على فعالية العلاج الحقيقية.
بالإضافة إلى الأدوية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء (FDA) لإنقاص الوزن، قد يسمع بعض المرضى عن أو يُعرض عليهم حقن البوتوكس في المعدة كطريقة مساعدة للتحكم في الوزن.
• يُحقن البوتوكس في مناطق محددة من جدار المعدة أثناء إجراء تنظير داخلي.
• يؤدي إلى شلل مؤقت في عضلات المعدة، مما يبطئ عملية إفراغها.
• هذا يجعل المريض يشعر بالامتلاء لفترة أطول، مما يقلل الشهية وتناول السعرات الحرارية.
• تشير بعض الدراسات إلى أن حقن البوتوكس يمكن أن تؤدي إلى فقدان وزن معتدل قصير المدى، خاصةً لدى المرضى غير المؤهلين للجراحة.
• ومع ذلك، فإن التأثير يستمر عادةً من 3 إلى 6 أشهر فقط، حيث يزول مفعول البوتوكس بمرور الوقت.
• تختلف النتائج من شخص لآخر: فبعض الأشخاص يفقدون وزنًا ملحوظًا، بينما يحقق آخرون فائدة محدودة.
• غير جراحي ويُعد إجراءً طفيف التوغل.
• يُجرى في العيادة الخارجية دون الحاجة للمبيت في المستشفى.
• قد يساعد المرضى الذين يرغبون في خيار مؤقت وقابل للعكس.
• غير معتمد حاليًا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لإنقاص الوزن.
• فقدان الوزن الناتج عنه يكون أقل مقارنة بأدوية GLP-1 أو جراحة السمنة.
• قد تشمل الآثار الجانبية الغثيان أو الانتفاخ أو عدم الارتياح بعد الإجراء.
• مكلف وقد لا تغطيه شركات التأمين.
• المرضى غير المؤهلين لجراحة السمنة.
• الأشخاص الذين يبحثون عن وسيلة قصيرة المدى للتحكم في الشهية.
• المرضى الذين يفضلون تجربة خيار غير دوائي وغير جراحي، مع إدراك حدوده.
أصبحت أدوية إنقاص الوزن خيارًا فعالًا ومغيرًا للحياة لدى العديد من الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن، خاصةً عندما لا تكون تغييرات نمط الحياة وحدها كافية.
تُظهر الأدوية الأقوى (مثل محفزات مستقبلات GLP-1 مثل تيرزيباتايد وسيماغلوتايد) فقدانًا كبيرًا في الوزن، بينما توفر أدوية أخرى نتائج تدريجية مع آثار جانبية أقل أو سهولة في الاستخدام.
في مستشفى ريم، نركز على النهج الشخصي في العلاج: حيث نختار الدواء الأنسب لكل مريض بناءً على حالته الصحية وتفضيلاته وأسلوب حياته.
إذا كنت تعتقد أنك قد تستفيد من دواء للمساعدة في فقدان الوزن، تواصل مع عيادة الغدد الصماء لدينا وسنساعدك على فهم الخيارات المتاحة ووضع خطة آمنة وواقعية ومستدامة لك.
Reference: FDA