دليلك المعرفي حول التهاب الكبد الوبائي B لعام 2025: الأعراض، اللقاح، العلاج وعوامل الخطر

ما هو التهاب الكبد الوبائي B؟

التهاب الكبد B هو عدوى فيروسية تُسبب التهابًا في الكبد وقد تؤدي إلى مرض مزمن، تليف الكبد، أو حتى سرطان الكبد. ينتقل من خلال الدم، سوائل الجسم، أو من الأم إلى الطفل حديث الولادة، ويُعد التهاب الكبد B مصدر قلق صحي عالمي، ومع ذلك، فإن اللقاح، والتشخيص المبكر، والعلاج، تجعله قابلًا للإدارة والوقاية. في هذه المدونة، ستتعلم عن أسباب التهاب الكبد B، الأعراض، عوامل الخطر، الاعتبارات الخاصة بالنساء الحوامل وحديثي الولادة، التشخيص، خيارات العلاج، تعديلات نمط الحياة، وأحدث الأبحاث الجارية في الإمارات العربية المتحدة وخارجها.

ما هو فيروس التهاب الكبد B؟

فيروس التهاب الكبد الوبائي B هو فيروس يحتوي على الحمض النووي DNA يصيب الكبد ويسبب مرضًا يُعرف باسم التهاب الكبد B. ينتمي إلى عائلة Hepadnaviridae ويُعد من أخطر أنواع التهاب الكبد. بمجرد دخوله الجسم، يستهدف الفيروس خلايا الكبد (hepatocytes)، حيث يتكاثر ويحفّز استجابة الجسم المناعية. في بعض الأفراد، تقوم هذه الاستجابة المناعية بالتخلص من الفيروس بنجاح، مما يؤدي إلى الشفاء التام والمناعة طويلة الأمد. ومع ذلك، في الآخرين، وخاصةً الرضع والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، يمكن أن تصبح العدوى مزمنة، مما يؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد مثل تليف الكبد، فشل الكبد، أو سرطان الكبد.

الخصائص الرئيسية لفيروس التهاب الكبد B تشمل:

• عالي العدوى: أكثر عدوى من فيروس نقص المناعة البشري بـ50 إلى 100 مرة.
• ثابت في البيئة: يمكنه البقاء خارج الجسم لمدة تصل إلى 7 أيام.
• ينتقل عبر الدم وسوائل الجسم: تشمل الطرق الشائعة الجنس غير المحمي، مشاركة الإبر، نقل الدم (نادر مع الفحوصات الحديثة) ، وانتقال العدوى من الأم إلى الطفل عند الولادة. وجود مستضد سطح التهاب الكبد (HBsAg) في الدم يشير إلى وجود عدوى نشطة. وتساعد المؤشرات الإضافية مثل مستضد e لالتهاب الكبد B (HBeAg) ومستويات DNA لفيروس B في تحديد مدى عدوى الشخص وتوجيه قرارات العلاج. بفضل انتشار لقاح التهاب الكبد B على نطاق واسع، شهدت العديد من الدول، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، انخفاضًا كبيرًا في حالات العدوى الجديدة. ومع ذلك، لا يزال التهاب الكبد B المزمن يشكل مصدر قلق صحي عالمي، خاصةً في المناطق ذات التغطية المنخفضة باللقاح أو التي تفتقر إلى الوصول الكافي للرعاية الطبية.

ترغب في معرفة المزيد؟ اقرأ أيضًا عن التهاب الكبد الوبائي A

ما الذي يسبب التهاب الكبد الوبائي B؟

يحدث انتقال التهاب الكبد B من خلال الدم المصاب أو اللعاب أو السائل المنوي أو الإفرازات المهبلية. تشمل عوامل الخطر الشائعة:

• الجنس غير المحمي
• مشاركة الإبر
• رسم الوشم بأدوات غير معقمة
• انتقال العدوى من الأم إلى الطفل أثناء الولادة في حالات نادرة، قد تؤدي نقل الدم أو إجراءات طب الأسنان في أماكن غير معقمة إلى العدوى. نسبة صغيرة من الأشخاص يُصبحون حاملين مزمنين لفيروس التهاب الكبد B، ويظلون ناقلين للعدوى حتى دون ظهور أي أعراض.

من يُعتبر حاملًا لفيروس التهاب الكبد B؟

حامل فيروس التهاب الكبد B هو شخص أُصيب بالفيروس، ولا يزال الفيروس موجودًا في دمه لأكثر من ستة أشهر، حتى دون ظهور أعراض. وهذا يعني أن الفيروس لا يزال نشطًا داخل جسمه، حتى لو لم تظهر عليه علامات المرض أو تلف في الكبد. عادةً ما يتم التعرف على حامل الفيروس من خلال الوجود المستمر لمستضد سطح فيروس التهاب الكبد B (HBsAg) في الدم. وقد يظهر لدى بعض الحاملين أيضًا نتيجة إيجابية لمستضد HBeAg أو فحص الحمض النووي DNA ، مما يشير إلى أن الفيروس نشط وأن لديهم احتمالًا أعلى في نقل العدوى للآخرين.

هل يمكن لحاملي فيروس التهاب الكبد B نقل العدوى؟

نعم. حتى إذا لم تظهر على الشخص أي أعراض، يمكن لحامل فيروس التهاب الكبد B أن ينقل العدوى من خلال:

• الجنس غير المحمي
• مشاركة شفرات الحلاقة، فرش الأسنان، أو الإبر
• نقل الدم (في المناطق التي تفتقر إلى الفحوصات الدقيقة للدم المنقول)
• من الأم إلى الطفل أثناء الولادة

ماذا يجب أن يفعل حاملو فيروس التهاب الكبد B؟

• تجنب الكحول والأدوية التي تؤثر على الكبد لتقليل الضغط عليه
• إجراء فحوصات دورية لوظائف الكبد وفحوصات بالموجات فوق الصوتية
• الامتناع عن التبرع بالدم
• إبلاغ المخالطين المقربين ليتمكنوا من أخذ اللقاح
• ممارسة الجنس الآمن
• تجنب مشاركة أدوات النظافة الشخصية
• يجب على النساء الحوامل اللاتي يحملن الفيروس اتباع التعليمات الطبية لتجنب نقل العدوى للمولود على الرغم من أن كون الشخص حاملًا للفيروس قد يبدو مقلقًا، فإن العديد من الأشخاص يعيشون حياة طبيعية وصحية تمامًا عند الالتزام بالرعاية المناسبة، وتعديلات نمط الحياة، والمتابعة الطبية المنتظمة.

ما هي الأعراض الشائعة والتحذيرات المبكرة لالتهاب الكبد B؟

في أغلب الحالات، لا تظهر أعراض في المراحل المبكرة. ولكن إذا ظهرت، فقد تشمل:

• اليرقان (اصفرار العينين والجلد)، البول الداكن، والبراز بلون الطين
• التعب، فقدان الشهية، الغثيان، وانزعاج في البطن
• الحمى، ألم المفاصل، وطفح جلدي مع حكة

ما الفحوصات التي يجب إجراؤها إذا اشتبهت في إصابتك بالتهاب الكبد B؟

إذا كنت تعتقد أنك تعرضت لفيروس التهاب الكبد B من خلال:

• الجنس غير المحمي
• مشاركة الإبر
• ملامسة دم ملوث
• السفر إلى مناطق عالية الخطورة فمن الضروري حجز استشارة مع طبيب الجهاز الهضمي وإجراء الفحوصات فورًا.

الفحوصات التي قد يطلبها الطبيب وما تعنيه:

قد تحدث نتائج إيجابية خاطئة في بعض الأحيان؛ ولهذا يُقيّم الطبيب النتائج وقد يطلب إعادة بعض الفحوصات أو فحوصات إضافية لتأكيد التشخيص قبل بدء العلاج.

المراقبة المنتظمة لمستوى الأجسام المضادة لفيروس  التهاب الكبد الوبائي B تُظهر ما إذا كان التطعيم فعّالًا.
النطاق الطبيعي هو>10 mIU/mL.

كم عدد جرعات لقاح التهاب الكبد B التي تحتاجها؟

• الجدول القياسي: 0، 1، 6 أشهر (ثلاث جرعات) للبالغين وحديثي الولادة
• لقاح الأطفال: يُعطى خلال أول 12 ساعة من الولادة، وهو ضروري لمنع انتقال العدوى من الأم إلى الطفل
• هل هناك حاجة لجرعة تنشيطية؟
• عمومًا لا يحتاجها الأشخاص الأصحاء
• قد يستفيد الأشخاص ضعيفو المناعة من جرعات تنشيطية إضافية بإرشاد من الطبيب اختبار الأجسام المضادة بعد التطعيم يحدد مدى الحماية؛ إذا كانت النتيجة منخفضة (خارج النطاق)، يُنصح بجرعة إضافية

ما هي خيارات علاج التهاب الكبد B؟

العلاجات المتقدمة تشمل:

• علاج الجينات: أول تجربة بشرية لعلاج التهاب الكبد الوبائي B تم الموافقة عليها في 2025
• مثبطات تجميع الكابسيد مثل bersacapavir
• أدوية أحادية النسيلة وأدوية مضادة للحساسية الجينية مثل lenvervimab وBepirovirsen

المضاعفات والتوقعات

رغم أن المضاعفات نادرة، إلا أن بعض الحالات الخطيرة لالتهاب الكبد B قد تشمل:

• تشمع الكبد: تكوّن أنسجة ليفية تؤدي إلى خلل في وظائف الكبد
• سرطان الكبد (السرطان الكبدي الخلوي): زيادة خطر تطور سرطان الكبد
• الاعتلال الدماغي الكبدي: تدهور وظائف الدماغ في مراحل المرض النهائية
• خطر العدوى المشتركة: خاصة مع فيروس التهاب الكبد D في حال وجود فيروس B مسبقًا الكشف المبكر وتثبيط الفيروس عبر الأدوية المضادة يقلل بشكل كبير من هذه المخاطر.

الوقاية والفحص لالتهاب الكبد B

وصلت تغطية التطعيم الشامل لالتهاب الكبد B في الإمارات إلى نحو 98٪ من السكان خاصةً الأطفال

• رغم ذلك، لا يزال 70٪ من الحالات غير مُشخّصة
• الفحص المبكر للفئات عالية الخطورة (العاملون في القطاع الصحي، النساء الحوامل، المسافرون، عائلات الحاملين للفيروس) يُساعد في منع الانتشار
• تجنب مشاركة الإبر، وممارسة العلاقة الآمنة من الاحتياطات الحيوية للوقاية

الخلاصة

التهاب الكبد B مرض قابل للوقاية، والتشخيص، والعلاج

• التدخل المبكر بالتطعيم، الفحوصات الدورية (تحاليل الدم)، والأدوية الحديثة يحوله إلى حالة يمكن السيطرة عليها
• الأبحاث المتقدمة تمنح الأمل في إيجاد علاج نهائي في المستقبل القريب
• فحص أفراد العائلة وتقليل الوصمة المجتمعية أمران أساسيان؛ تحدث مع أحبائك ومع طبيبك لفهم أبعاد الحالة واتباع التعليمات بدقة.